للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٧٩٢ - وعن البراء، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينقل التراب يوم الخندق حتى اغبر بطنه يقول:

والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لقينا

إن الألى قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا

يرفع بها صوته: ((أبينا أبينا)) متفق عليه.

٤٧٩٣ - وعن أنس، قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق وينقلون التراب وهم يقولون:

نحن الذين بايعوا محمدا ... على الجهاد ما بقينا

يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يجيبهم:

((اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجر))

متفق عليه.

ــ

الحديث العاشر عن البراء: قوله: ((لولا الله)) أي لولا هداية الله ما اهتدينا؛ لقوله تعالى:} وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله {وقوله: ((فأنزلن سكينة علينا)) مثل قوله تعالى:} فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين {،وقوله: ((وثبت الأقدام)) من قوله:} وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين {.وقوله: ((إن الأولى)) إشارة إلى أهل مكة والأحزاب الذين تحزبوا معهم يومئذ. والمراد بالفتنة القتل والنهب والرد إلى الكفر. قال تعالى:} إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون {و ((أبينا)) أي امتنعنا عن القبول.

((نه)):الإباء أشد الامتناع، انتهى كلامه. والضمير في ((بها)) راجع إلى الأبيات، و ((أبينا أبينا)) حال أي خصوصا أبينا أبينا. ويحتمل أن يكون مفعولا مطلقا، وتجوز أن يكون الضمير في ((بها)) مبهما مفسرا بقوله: ((أبينا أبينا)) كقوله تعالى:} كبرت كلمة تخرج من أفواهم {.

<<  <  ج: ص:  >  >>