الشعر ما أنزل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل)) رواه في شرح السنة. [٤٧٩٥]
وفي ((الاستيعاب)) لابن عبد البر، أنه قال: يا رسول الله! ماذا ترى في الشعر: فقال: ((إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه)).
٤٧٩٦ - وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((الحياء والعي شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق)).رواه الترمذي. [٤٧٩٦]
ــ
كذلك على الإطلاق؛ فإن ذلك من شأن الهائمين أودية الضلال. وأما المؤمن فهو خارج من ذلك الحكم؛ وأما المؤمن فهو خارج من ذلك الحكم؛ لأنه إحدى عدتيه في ذب الكفار من اللسان والسنان، بل هو أعدى وأنكى، كما قال صلى الله عليه وسلم: فإنه أشد عليهم من رشق النبل. وإليه ينظر قول الشاعر:
جراحات السنان لها التئام ولا يلتام ما جرح اللسان
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب عن ابن سيرين: قال: كان شعراء المسلمين حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك، وكان كعب يخوفهم الحرب. قال ابن سيرين: بلغنا أن دوسا إنما أسلمت فرقا من قول كعب بن مالك. واللام في قوله:((لكأنما)) زائدة لتأكيد الفسم، والتقدير: والذي نفسي بيده إن ما ترمونهم به كنضح النبل؛ لأن أصل ((كأن زيدا الأسد)) فقدم حرف التشبيه اهتماما به، يدل عليه ما في المفصل من قوله: والفصل بينه وبين الأصل، إنك هاهنا بان كلامك على التشبيه من أول الأمر، وثم بعده مضى صدره على الإثبات.
((قض)):الضمير في ((به)) للشعر، ونضح النبل رميه مستعار من ((نضح الماء))،والمعنى: أن هجائم أثر فيهم تأثير النبل، وقام مقام الرمي في النكاية بهم.
الحديث الثاني عن أبي أمامة: قوله: ((الحياء والعي شعبتان من الإيمان)) ((قض)):لما كان الإيمان باعثا على الحياء، والتحفظ في الكلام، والاحتياط فيه، عد من الإيمان، وما يخالفهما من النفاق. وعلى هذا يكون المراد بالعي ما يكون بسبب التأمل في المقال والتحرز عن الوبال،