كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)). رواه مسلم.
الفصل الثاني
٤٩٢٥ - عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)). رواه ابن ماجه. [٤٩٢٥]
ــ
أقول: قوله: ((فكأنما)) كذا في المصابيح ومسلم وكتاب الحميدي وجامع الأصول بالفاء والظاهر اللام؛ لأن اللام في قوله:((لئن كنت)) موطئة للقسم، وهذه جوابه سد مسد جواب الشرط، اللهم إلا أن يعكس ويجعل جزاء الشرط سادا مسد جواب القسم. وقد ورد في شرح السنة:((لكأنما)).
وقوله:((يجهلون)) متعلقة بمحذوف أي على، يعني يغضبون ولعله صلى الله عليه وسلم إنما قال ذلك؛ لما عرف أن قومه يبغون عليه، فغضب له عليهم وقال ذلك، ومنه قول الحماسي:
وإن الذي يبني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جداً
إذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجداً
وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم وإن هم هووا غيي هويت لهم رشداً
الفصل الثاني
الحديث الأول عن ثوبان: قوله: ((لا يرد القدر)) ((حس)): ذكر أبو حاتم السجستاني في معنى الحديث: أن دوام المرء على الدعاء يطيب له ورود القضاء. فكأنما رده، والبر يطيب عيشه، فكأنما يزيد في عمره. والذنب يكدر عليه صفاء رزقه إذا فكر في عاقبة أمره، فكأنما حرمه.
((تو)): ويحتمل أن يكون المراد من القدر الأمر الذي كان يقدر لولا دعاؤه، ومن العمر العمر الذي كان يقصر لولا بره فيكون الدعاء والبر سببين من أسباب ذلك. وهما مقدران أيضاً، كما أن الأعمال حسنها وسيئها سببان من أسباب السعادة والشقاوة، ولا شك أنهما مقدران أيضاً.