للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٦١ - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)). متفق عليه.

٤٩٦٢ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والله لا يؤمن، والله لا

ــ

قوله: ((يخادعك عن أهلك)) ((عن)) هنا كما في قوله الشاعر:

يمدح جوادا ويصف أضيافه ينهون عن أكل وعن شرب

أي يتناهون في السمن بسبب الأكل والشرب. وقوله تعالى {فأزلهما الشيطان عنها} الكشاف: أي حملهما الشيطان على الزلة بسببها وتحقيقه فأصدر الشيطان زلتهما عن الشجرة فالمعنى: يخادعك بسبب أهلك ومالك، أي طمع في مالك وأهلك، فيظهر عندك الأمانة والعفة ويخون فيهما.

قوله: ((البخل أو الكذب)) ((تو)) أي البخيل والكذاب أقام المصدر مقام اسم الفاعل، انتهى كلامه. ولعل الراوي نسي ألفاظا ذكرها صلى الله عليه وسلم في شأن البخيل أو الكذاب فعبر بهذه الصيغة، وإلا كان يقول: والبخيل أو الكذاب. ((مح)): في أكثر النسخ: ((أو الكذاب)) بـ ((أو))، وفي بعضها بالواو. والأول هو المشهور في نسخ بلادنا. قال القاضي عياض: روايتنا عن جميع شيوخنا بالواو، إلا ابن أبي جعفر عن الطبري فبـ ((أو)). وقال بعض الشيوخ: لعل الصواب، وبه تكون المذكورات خمسة.

أقول: فعلى هذا قوله: ((الشنظير)) مرفوع، فيكون عطفاً على ((رجل)) كما سبق. وعلى تأويل الواو ينبغي أن يكون منصوباً من تتمة الكذب أو البخل، أي البخيل السيئ الخلق. يقال: رجل شنظير وشنظيرة. و ((الفحاش)) نعت لـ ((الشنظير)). وليس بمعنى له، أي يكون مع سوء خلقه فحاشا.

الحديث الخامس عشر عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((لا يؤمن عبد)) ((مح)): قالوا: لا يؤمن الإيمان التام. وإلا فأصل الإيمان يحصل لمن لم يكن بهذه الصفة. والمراد: يحب لأخيه من الطاعات والمباحات؛ يدل عليه ما جاء في رواية النسائي في هذا الحديث ((حتى يحب لأخيه من الخير))؛ إذ معناه لا يكمل إيمان أحدكم حتى يحب لأخيه في الإسلام ما يحب لنفسه. والقيام بذلك يحصل بأن يحب له حصول مثل ذلك من جهة لا يزاحمه فيها. وذلك سهل على القلب السليم. وإنما يعسر على القلب الدغل.

الحديث السادس عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((بوائقه)) ((نه)): أي غوائله وشروره، واحدتها بائقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>