للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يؤمن، والله لا يؤمن)). قيل: من يا رسول الله؟ قال: ((الذي لا يأمن جاره بوائقه)) متفق عليه.

٤٩٦٣ - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه)). رواه مسلم.

٤٩٦٤ - وعن عائشة وابن عمر رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه)). متفق عليه.

٤٩٦٥ - وعن عبد الله بن مسعود: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن يحزنه)). متفق عليه.

٤٩٦٦ - عن تميم الداري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة)) ثلاثاً. قلنا:

ــ

الحديث السابع عشر إلى التاسع عشر عن عبد الله: قوله: ((من أجل أن يحزنه)) يجوز أن يكون علة للنهي، أي لا تتناجوا لئلا يحزن صاحبك، وأن يكون علة للفعل المنهي، أي لا ينبغي أن يصدر منكم تناج هو سبب للحزن. فعلم أن هناك تناجياً غير منهي. ((خط)): إنما يحزنه ذلك لأحد معنيين: أحدهما: أنه ربما يتوهم أن نجواهما [التبييت] رأي فيه، أو دسيس غائلة له. والآخر: أن ذلك من أجل الاختصاص بالكرامة وهو يحزن صاحبه. وقال أبو عبيد: هذا في السفر، وفي الموضع الذي لا يأمن الرجل فيه صاحبه على نفسه. فأما في الحضر وبين ظهراني العمارة، فلا بأس به.

((حس)): وقد صح عن عائشة رضي الله عنها: ((إنا كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده يوما، فأقبلت فاطمة رضي الله عنها فلما رآها رحب ثم سارها)). ففيه دليل على أن المساواة في الجمع حيث لا ريبة جائزة. ((مح)): هذا النهي عن تناجي اثنين بحضرة ثالث وكذا بإذنه. وهذا مذهب ابن عمر ومالك وأصحابنا وجماهير العلماء. وهو عام في كل الأزمان حضراً وسفراً.

الحديث العشرون عن تميم: قوله: ((الدين النصيحة)) ((خط)): ((النصيحة)) كلمة جامعة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير. وليس يمكن أن يعبر عن هذا المعنى بكلمة وجيزة تحصرها وتجمع معناها غيرها، كما قالوا في ((الفلاح)): ليس في كلامهم كلمة أجمع لخير الدنيا والآخرة منه. فقوله صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة)) يريد عماد أمر الدين إنما هو النصيحة. وبها ثباته كقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات)) أي صحتها وثباتها بالنية.

فمعنى نصيحة الله الإيمان به صحة الاعتقاد في وحدانية، وترك الإلحاد في صفاته

<<  <  ج: ص:  >  >>