٤٩٨١ - وعن أسماء بنت زيد، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ذب عن لحم أخيه بالمغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار)). رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٤٩٨١]
٤٩٨٢ - وعن أبي الدرداء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقاً على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة)). ثم تلا هذه الآية:{وكان حقاً علينا نصر المؤمنين}. رواه في ((شرح السنة)).
٤٩٨٣ - وعن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((ما من امرئ مسلم يخذل أمراً مسلماً في موضع ينتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله تعالى في موطن
ــ
وخذلانه أن يدركه بسخطه. والضمير في ((به)) راجع إلى عدم النصر عند القدرة. والباء للسببية.
الحديث الرابع عشر عن أسماء: قوله: ((عن لحم أخيه)) هو كناية عن الغيبة لاستعمال التنزيل فيها، كأنه قيل: من ذب عن غيبة أخيه في غيبته، وعلى هذا ((بالمغيبة)) ظرف، ويجوز أن يكون حالا. وفي هذه الكناية من المبالغة أنه جعل كأكل لحم الإنسان ولم يقتصر، بل جعلها كأكل لحم أخيه؛ لأنه أشد نفاراً من لحم الأجانب. وزاد في المبالغة حيث جعل الأخ ميتا.
الحديث الخامس عشر عن أبي الدرداء: قوله: {وكان حقا علينا نصر المؤمنين} استشهاد لقوله: ((إلا كان حقاً على الله أن يرد عنه)) والضمير في ((عنه)) راجع إلى المسلم الذاب عن عرض أخيه. أتى بالعام فيدخل فيه من سيق له الكلام دخولاً أولياً، كما في قوله تعالى:{فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنه الله على الكافرين} وهو أبلغ من لو قيل عليهم لموقف الكناية، وفيه أن مفهوم المسلم والمؤمن واحد، كما في قوله تعالى:{فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين}.
الحديث السادس عشر عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((ينتهك)) الجوهري: انتهك عرضه أي بالغ في شتمه. ويقال أيضاً: نهكته الحمى إذا جهدته ونقصت لحمه.