للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إخيه، فإن رأي به أذى فليمط عنه)). رواه الترمذي وضعفه. وفي رواية له ولأي داود: ((المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عنه ضيعته، ويحوطه من ورائه)). [٤٩٨٥]

٤٩٨٦ - وعن معاذ بن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حمى مؤمنا من منافق بعث اله ملكاً يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم. من رمى مسلماً بشيء يريد به شينه حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال)). رواه أبو داود. [٤٩٨٦]

٤٩٨٧ - وعن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره)) .. رواه الترمذي، والدارمي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. [٤٩٨٧]

ــ

ولو كان أدنى شيء، فالمؤمن إذا نظر إلى أخيه، يستشف من وراء أقواله وأفعاله وأحواله تعريفات وتلويحات من الله الكريم، فأي وقت ظهر من أحد المؤمنين المجتمعين في عقد الأخوة عيب قادح في أخوته نافروه؛ لأن ذلك يظهر بظهور النفس، وظهور النفس من تضييع حق الوقت، فعلموا منه خروجه بذلك من دائرة الجمعية وعقد الأخوة فنافروه ليعود إلى دائرة الجمعية. قال رويم: لا يزال الصوفية بخير ما تنافروا، فإذا اصطلحوا هلكوا. وهذه إشارة منه إلى حسن تفقد بعضهم أحوال البعض إشفاقاً من ظهور النفس. يقول: إذا اصطلحوا ورفعوا النافر بينهم، يخاف أن يخامر البواطن المساهلة والمراءاة ومسامحة البعض في إهمال دقيق آدابهم، وبذلك تظهر النفوس وتستولي وتصدأ مرآة القلب فلا يرى فيها من الخلل والعيب.

قال عمر رضي الله عنه في مجلس فيه المهاجرون والأنصار: أرأيتم لو ترخصت في بعض الأمور ماذا كنتم فاعلين، مرتين أو ثلاثاً؟ فلم يجيبوا. قال بشر بن سعد: لو فعلت ذلك قومناك تقويم القدح. قال عمرو رضي الله عنه: أنتم إذاً أنتم. هكذا في كتاب العوارف.

قوله: ((ضيعته)((نه)): في الحديث: ((إن أخاف على [الأعناب] الضيعة)) أي إنها تضيع

<<  <  ج: ص:  >  >>