للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

واحدة} إلى آخر الآية {إن الله كان عليكم رقيبا}، والآية التي في الحشر {اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد} تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوابه، من صاع بره، من صاع تمره، حتى قال: ولو بشق تمرة)). قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من

ــ

واحتج بقوله تعالى: {ذرهم يأكلوا ويتمتعوا} أي ذرهم فليأكلوا. وكذلك قوله تعالى: {قل للذين آمنوا يغفروا للذين} أي قل لهم: فليغفروا. ولو حمل ((تصدق)) على الفعل الماشي لم يساعد عليه قوله: ((ولو بشق تمرة))؛ إذ المعنى ليتصدق رجل ولو بشق تمرة. وكذا قوله: ((فجاء رجل من الأنصار بصرة)) إلى آخره يأبى الإخبار؛ لأنه بيان كون المأمورين [امتثلوا] أمره صلى الله عليه وسلم عقيب الحث على التصدق، فجاء كل رجل بما في وسعه. ولمن يجريه على الإخبار وجه، لكن فيه تعسف غير خاف.

و ((رجل)) نكرة وضعت موضع الجمع المعرف، فأفاد الاستغراق في أفراده، وإن لم يكن في سياق النفي، كقوله تعالى: {وول أنما في الأرض من شجرة أقلام} فإن ((شجرة)) وقعت موقع الأشجار، فأفادت الاستغراق، ومن ثم كرر ((من)) في الحديث مراراً ولم يعطف. أي ليتصدق رجل من ديناره ودرهمه، وهلم جرا. و ((من)) في ((من ديناره)) يجوز)) أن تكون تبعيضية منصوبة المحل، و ((ديناره ودرهمه)) جنس، أي: ليتصدق ببعض ما عنده من هذا الجنس، وأن تكون ابتدائية متعلقة بالفعل، فالإضافة في ((ديناره ودرهمه)) بمعنى اللام، أي ليتصدق بما هو مختص به وهو مفتقر إليه، على نحو قوله تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}. والكومة من الطعام [الصبرة]، وأصل الكوم ما ارتفع من الشيء. و ((يتهلل)) يستنير ويظهر عليه أمارات السرور.

((والمدهن)) نقرة في الجبل ليستنقع فيها الماء من المطر. والمدهن أيضا ما جعل فيه الدهن، والمدهنة تأنيث المدهن. شبه صفاء وجهه عليه الصلاة والسلام لإشراق السرور بصفاء هذا الماء المجتمع في الحجر، أو بصفاء الدهن. هذا ما شرحه الحميدي في غريبه، وقد جاء في كتاب النسائي وفي بعض نسخ مسلم: ((مذهبة) بذال معجمة وفتح الهاء وبعدها باء موحدة، فإن صحت الرواية فهو من الشيء المذهب المموه بالذهب، هكذا في جامع الأصول. ((مح)): ((مذهبة))

<<  <  ج: ص:  >  >>