للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠٢٩ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، يغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا)) رواه مسلم.

٥٠٣٠ - وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعرض أعمال الناس في كل جمعة

ــ

مأخوذ من الدبر؛ فإن كل واحد من المتقاطعين يولي دبره صاحبه. والتحاسد والتنافس واحد في المعنى وإن اختلفا في الأصل.

أقول: قوله: ((إخواناً)) يجوز أن يكون خبراً بعد خبر، وأن يكون بدلا، أو هو الخبر. وقوله: ((عباد الله)) منصوب على الاختصاص بالنداء، وهذا الوجه أوقع، يعني أنكم مستوون في كونكم عباد الله تعالى، وملكتم ملة واحدة، فالتحاسد والتباغض والتقاطع منافية لحالكم. فالواجب عليكم أن تكونوا إخواناً متواصلين متآلفين، كقوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} ونظيره قوله تعالى: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون، وتقطعوا أمرهم بينهم}.

الحديث الثالث عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((لا يشرك بالله)) صفة ((عبد)) وقوله: محمول على المعنى أي لا يبقى ذنب أحد إلا ذنب رجل. ونحوه قول الفرزدق:

ــ لم يدع من المال إلا مسحتا أو مجلف

كأنه قال: لم يبق من المال إلا مسحت أو مجلف. وقوله تعالى: {فشربوا منه إلا قيلا منهم} أي فلم يطيعوه إلا قليل. ((مح)): قال القاضي عياض: معنى فتح باب من أبواب الجنة كثرة الصفح والغفران ورفع المنازل وإعطاء الثواب الجزيل. ويحتمل أن يكون على ظاهره، وأن فتح أبوابها علامة لذلك. و ((الشحناء)) العداوة كأنه يشحن قلبه بغضا له، أي يملأ. وقوله: ((أنظروا هذين)) بقطع الهمزة أي أخروها وأمهلوهما، انتهى كلامه. وأتى باسم الإشارة بدل الضمير لمزيد التعيين والتمييز.

الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((في كل جمعة مرتين)).

((قض)): أراد بالجمعة الأسبوع، عبر عن الشيء بآخره وما يتم به ويوجد عنده. والمعروض

<<  <  ج: ص:  >  >>