للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبداً بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا هذين حتى يفيئا)). رواه مسلم.

٥٠٣١ - وعن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيراً وينمي خيراً)).

متفق عليه. وزاد مسلم قالت: ولم أسمعه- تعني النبي صلى الله عليه وسلم- يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها.

٥٠٣٢ - وذكر حديث جابر: ((إن الشيطان قد أيس)) في ((باب الوسوسة)).

ــ

عليه هو الله تعالى أو ملك وكله الله تعالى على جمع صحف الأعمال وضبطها. قوله: ((إلا عبداً)((تو)): وجدناه في كتاب المصابيح ((إلا عبداً)) بالرفع. وهو في كتاب مسلم بالنسب وهو الأوجه؛ فإنه استثناء من كلام موجب، وبه وردت الرواية الصحيحة.

الحديث الخامس عن أم كلثوم رضي الله عنها: قوله: ((كذب)) مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف مقول للقول. و ((مما يقول)) بيان لقوله: ((في شيء)) أي في شيء من أقوال الناس هو كذب. وإن روى منصوباً كان مفعولاً مطلقاً، أي يقول قولا كاذباً. وإن روي مجررواً كان صفة أخرى لشيء. والرواية في جامع الأصول وفي أكثر نسخ المصابيح هي الأولى.

قوله: ((وينمي خيراً)((قض)): أي يبلغ خير ما سمعه ويدع شره. يقال: نميت الحديث مخففاً في الإصلاح، ونميته مثقلاً في الإفساد. وكان الأول من النماء لأنه رفع لما يبلغه، والثاني من النميمة، وإنما نفي عن المصلح كونه كذابا باعتبار قصده دون قوله؛ ولذلك نفي النعت دون الفعل.

((خط)): هذه أمور قد يضطر الإنسان فيها إلى زيادة القول ومجاوزة الصدق طلباً للسلامة ودفعاً للضرر. وقد رخص في بعض الأحوال في اليسير من الفساد لما يؤمل فيه من الصلاح. فالكذب في الإصلاح بين اثنين هو أن ينمي من أحدهما إلى صاحبه خيراً ويبلغه جميلاً وإن لم يكن سمعه منه، يريد بذلك الإصلاح. والكذب في الحرب أن يظهر من نفسه قوة، ويتحدث بما يقوي به أصحابه ويكيد به عدوه. وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: ((الحرب خدعة)) وأما كذب الرجل على زوجته هو أن يعدها ويمنيها ويظهر لها من المحبة أكثر مما في نفسه، يستديم بذلك صحبتها ويستصلح به خلقها. قال سفيان بن عيينة: لو أن رجلا اعتذر إلى رجل يحرف الكلام ويحسنه ليرضيه بذلك لم يكن كاذباً. وقوله: ((حديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها)) في معنى حديث أحد الزوجين الآخر؛ ليستقيم مع قوله: ((إلا في ثلاث)).

<<  <  ج: ص:  >  >>