٥٠٤٣ - وعن أبي الصديق [رضي الله عنه]، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((معلون من ضار مؤمناً أو مكر به)) رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب. [٥٠٤٣]
٥٠٤٤ - وعن ابن عمر، قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، فنادى بصوت رفيع قال:((يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه! لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله)) رواه الترمذي. [٥٠٤٤]
ــ
بمثله. وفي النهاية: قوله: ((ومن شاق)) يجوز أن يكون من ((الشق)) بالكسر، وهي المشقة. يقال: هم بشق من العيش، إذا كانوا في جهد، وأصله من الشق نصف الشيء، كأنه قد ذهب نصف أنفسهم، ومن الشق- بالفتح- الفصل الشيء.
أقول: فإذن معنى المشاقة بين المتنازعين أن أحدهما أخذ بشق والآخر بشق آخر، قال الله تعالى:{ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب}. ويجوز أن يحمل على المشقة أيضاً، بأن كلف صاحبه فوق طاقته؛ فيقع في التعب والمشقة.
الحديث الحادي عشر والثاني عشر عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((من أسلم بلسانه)) هو من قوله تعالى: {قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} وقوله: ((ولم يفض الإيمان إلى قلبه)) من قوله تعالى: {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم}. وقوله:((لا تؤذوا المسلمين)) صريح في أن الإسلام عبارة عن مجموع التصديق والأعمال الصالحة، كأنه قيل: يا من أفرد الإسلام ولم يضم إليه التصديق! لا تؤذ من جمع بينهما. والمعنى لا تؤذوهم فيما ظهر من المسلمين مما ترونه عيبا عليهم بالقول والفعل، فلا تغتابوهم ولا تشتموهم ولا تضربوهم، ولا تعيروهم على ما تابوا عنه وندموا عليه. ((ولا تتبعوا عوراتهم)) فيما يظن أي لا تجسسوا ما ستروا عنكم من الأفعال والأقوال وما ستر الله عليهم. والمراد بقوله:((يتبع الله عورته)) كشف ستره، ذكره على سبيل المشاكلة.