للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جهنم، ومن قام برجل مقام سمعة ورياء؛ فإن الله يقوم له مقام سمعة ورياء يوم القيامة)) رواه أبو داود. [٥٠٤٧]

٥٠٤٨ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حسن الظن من حسن العبادة)) رواه أحمد، وأبو داود. [٥٠٤٨]

٥٠٤٩ - وعن عائشة، قالت: اعتل بعير لصفية وعند زينب فضل ظهر، فقال

ــ

والجاه، فإن الله تعالى يقوم له مقام سمعة ورياء، بأن يأمر ملائكته أن يفعلوا معه مثل فعله ويظهروا أنه كذاب.

وإن كانت للسببية فمعناه: أن من قام وأظهر من نفسه الصلاح والتقوى لأجل أن يعتقد فيه رجل عظيم القدر كثير المال؛ ليحصل له مال وجاه، كما يقول الناس في العرف: هذا زاهد الأمير.

أقول: وأولى الوجوه الثاني؛ لأنه صلى الله عليه وسلم وصف الرجل بالإسلام في القرينتين السابقتين. وأطلقه في هذه القرينة ذما له. ومعنى الكناية عن التهديد في قوله: ((فإن الله يقوم له)) كما في قوله تعالى: {سنفرغ لكم أيها الثقلان} الكشاف: ((سنفرغ)) مستعار من قول الرجل لمن يهدده: سأفرغ لك، يريد سأتجرد للإيقاع بك من كل ما يشغلني عنه، حتى لا يكون لي شغل سواه. والمراد: التوقر على الكناية فيه والانتقام منه.

((شف)): معنى السببية لا يستقيم في قوله: ((ومن كسا ثوبا برجل مسلم)) فالباء فيه صلة، ولعله أراد أن ((كسا)) يتعدى إلى مفعولين وليس هنا إلا مفعول واحد، فيجب أن يكون ((برجل)) ثاني مفعوليه، وفيه نظر: لما يؤدي إلى فساد المعنى على ما لا يخفي، فالواجب أن يقدر: من كسا نفسه ثوبا بسبب رجل.

الحديث السادس عشر والسابع عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((حسن الظن)((مظ)): يعني اعتقاد الخير والصلاح في حق المسلمين عبادة. انتهى كلامه. فعلى هذا ((من)) للتعبض، أي من جملة عبادة الله تعالى والإخلاص فيها حسن المعاشرة مع عباده. ويجوز أن

<<  <  ج: ص:  >  >>