٥١١٣ - وعن عطية بن عروة السعدي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما يطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)). رواه أبو داود. [٥١١٣]
٥١١٤ - وعن أبي ذر [رضي الله عنه] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا غضب
ــ
((شف)): إنما قال: ((في صور الرجال)) بعد قوله: ((أمثال الذر)) قطعا منه حمل قوله: ((أمثال الذر)) على الحقيقة؛ والتعيينات لجريه على المجاز؛ ودفعا لوهم من يتوهم أن المتكبر لا يحشر في صورة الإنسان؛ وتحقيقاً لإعادة الأجساد المعدومة على ما كانت عليه من الأجزاء. ((مظ)): يعني صورهم صور الإنسان وجثتهم كجثة الذر في الصغر.
أقول: لفظ الحديث يساعد هذا؛ لأن قوله:((أمثال الذر)) تشبيه لهم بالذر ولابد من بيان وجه التشبيه؛ لأنه يحتمل أن يكون وجه التشبيه الصغر في الجثة، وأن يكون الحقارة والصغار. فقوله:((في صور الرجال)) بيان لوجه ودفع وهم من يتوهم خلافه. وأما قوله:((إن الأجساد تعاد على ما كانت عليه من الأجزاء)) فليس فيه أنه لا تعاد تلك الأجزاء الأصلية في مثل الذر؛ لأن الله تعالى قادر عليه. وفيه الخلاف المشهور بين الأصوليين. وعلى هذا الحقارة ملزوم هذا التركيب، فلا ينافي إرادة الجثة مع الحقارة.
قوله:((بولس)). ((نه)): هكذا جاء في الحديث مسمى.
قوله:((نار الأنيار)). ((قض)): لم أجده مشروحاً ولكن هكذا يروى، فإن صحت الرواية فيحتمل أن يكون معناه نار النيران، فجمع ((نار)) على ((أنيار))، وأصلها أنوار؛ لأنها من الواو، كما جاء في ريح وعيد: أرياح وأعياد، وهما من الواو. والله أعلم.
((قض)): وإضافة النار إليها للمبالغة، كأن هذه النار لإفراط إحراقها وشدة حرها تفعل بسائر النيران ما تفعل النار بغيرها. و ((طينة الخبال)) سبق شرحها في باب حد الخمر.
الحديث الثالث عن عطية: قوله: ((فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)) أراد أن يقول: إذا غضب أحدكم فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإن الغضب من الشيطان، فصور حالة الغضب ومنشأه ثم الإرشاد إلى تسكينه، فأخرج الكلام هذا المخرج ليكون أجمع وأنفع وللموانع أزجر وأردع. وهذا التصوير لا يمنع من أجرائه على الحقيقة؛ لأنه من باب الكناية.
الحديث الرابع عن أبي ذر رضي الله عنه: قوله: ((وإلا فليضطجع)). ((حس)): إنما أمره