فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلان! ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه)). متفق عليه.
الفصل الثاني
٥١٤٠ - عن حذيفة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم لتدعنه ولا يستجاب لكم)). رواه الترمذي. [٥١٤٠]
ــ
واحدها ((قتب)) بالكسر. وقال أبو عبيدة:((القتب)) ما يحوي البطن وهي الحوايا، وأما الأمعاء فهي الأقصاب. قوله:((فيطحن فيها) هو على بناء الفاعل والضمير لـ ((الرجل))، وفي ((فيها)) لـ ((الأمعاء)) وفي بعض نسخ المصابيح هو على بناء المفعول. وهو خطأ: لما ورد في رواية أخرى: ((فيدور كما يدور الحمار برحاه)).
((مظ)): أي يدور في أقتابه يعني يدور حول أقتابه ويضربها برجله. أقول: قوله: ((كطحن الحمار)) من إضافة المصدر إلى الفاعل، والمفعول محذوف. والباء للاستعانة. والتقدير كطحن الحمار الدقيق باستعانة الرحى، فالمشبه مركب من أمور متعددة، فيجب أن يتوهم للمشبه به تلك الأمور؛ فإن التشبيه التمثيلي يستدعي ذلك، فالمشبه في الدنيا، الرجل يدور حول رحى الأمر بالمعروف، ويتعب فيه ويكد كالحمار، وماله نصيب مما يحصل منه إلا الكد والتعب كالحمار، نحو قوله تعالى:{كمثل الحمار يحمل أسفارا} وكذا في الآخرة يدور حول أقتابه التي شبهت بكلامه الذي خرج منه. فيدوسها برحى رجله، ويطحنها كطحن الحمار الدقيق جزاء بما كانوا يعملون.
الفصل الثاني
الحديث الأول عن حذيفة رضي الله عنه: قوله: ((لتأمرون بالمعروف)) أي: والله إن أحد الأمرين كائن، إما ليكن منكم الأمر بالمعروف ونهيكم عن المنكر، أو إنزال عذاب عظيم من عند الله، ثم بعد ذلك لم يكن منكم الدعاء ومن الله الإجابة.