للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مؤمناً، ويموت مؤمناً؛ ومنهم من يولد كافراً، ويحيي كافراً، ويموت كافراً، ومنهم من يولد مؤمنا، ويحيي مؤمناً، ويموت كافراً؛ ومنهم من يولد كافراً، ويحيى كافراً، ويموت مؤمناً)) قال وذكر الغضب ((فمنهم من يكون سريع الغضب، سريع الفيء، فإحداهما بالأخرى؛ ومنهم من يكون بطيء الغضب، بطيء الفي، فإحداهما بالأخرى، وخياركم من يكون بطيء الغضب سريع الفيء، وشراركم من يكون سريع الغضب بطيء الفيء)). قال: ((اتقوا الغضب؛ فإنه جمرة على قلب ابن آدم، ألا ترون إلى انتفاخ أوداجه! وحمرة عينيه! فمن أحسن بشيء من ذلك فليضطجع وليتبد بالأرض)) قال: وذكر الدين فقال: ((منكم من يكون حسن القضاء، وإذا كان له أفحش في الطلب، فإحداهما بالأخرى؛ ومنهم من يكون سيء القضاء، وإن كان له أجمل في الطلب، فإحداهما بالأخرى. وخياركم من إذا كان عليه الدين أحسن القضاء, وإن كان له أجمل في الطلب؛ وشراركم من إذا كان عليه الدين أساء القضاء، وإن كان له أفحش في الطلب)). حتى إذا كانت الشمس على رءوس النخل وأطراف الحيطان فقال: ((أما إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقى من يومكم هذا فيما مضى منه)). رواه الترمذي. [٥١٤٥]

ــ

العامة ومعاضدتهم إياه من غير مؤامرة من الخاصة وأهل العقد من أولى العلم، ومن ينضم إليهم من ذوي السابقة ووجوه الناس. وقوله: ((يعزز لواؤه عند استه)) من شأن الأمراء أن يكون لواؤهم خلفهم ليعرفوا به، ويوم القيامة يكون لكل من دعا إلى حق أو باطل لواء يعرف به. وذكر ((عند استه)) استهانة وتنبيها على أنه يلصق به ويدني منه دنواً لا يكون معه اشتباه.

قوله: ((أن يقول بحق)) أي يتكلم به أو يأمر به. قال في النهاية: تجعل العرب القول عبارة عن جميع الأفعال وتطلقه على غير الكلام، فتقول: قال بيده أي أخذ، وقال برجله أي مشى. قوله: ((وليتلبد بالأرض)) أي ليلتزق بها حتى يسكن غضبه. وقوله: ((حتى إذا كانت الشمس)) غاية قوله: ((قام فينا خطيباً)) أي قام فلم يدع شيئاً إلا ذكره حتى إذا كانت الشمس ... الخ. وقوله: ((إذا)) هي للمستقبل و ((كانت)) ماض، وفائدة استحضار الحال الماضية في مشاهدة السامع، كقوله تعالى: {قالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض}. الكشاف: هو على حكاية الماضية لقوله: ((حسين يضربون في الأرض)) وقوله: ((فيا مضى منها)) أي في جملة ما مضى منها، يعني نسبة ما بقى من أيام الدنيا إلى جملة ما مضى، كنسبة ما بقى من يومكم هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>