وشاربوهم، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض، فلعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)). قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متكئاً فقال: ((لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم أطراً)). رواه الترمذي، وأبو داود وفي روايته قال:((كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يدي الظالم، ولتأطرنه على الحق أطراً، ولتقصرنه على الحق قصراً أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليبلغنكم كما لعنهم)). ٥١٤٨]
٥١٤٩ - وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((رأيت ليلة أسرى بي رجالاً تقرض شفاههم بمقاريض من نار، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء خطباء أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم)). رواه في ((شرح السنة))، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) وفي روايته قال: ((خطباء من أمتك الذين يقولون مالا يفعلون، ويقرءون كتاب الله ولا يعملون)). [٥١٤٩]
٥١٥٠ - وعن عمار بن ياسر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزلت المائدة من
ــ
الظالمين وشأنهم؟ فقال: لا حتى تأطروهم وتأخذوا على أيديهم، أي لا تعذرون حتى تجبروا الظالم على الإذعان للحق وإعطاء النصفة للمظلوم، واليمين معترضة بين ((لا)) و ((حتى)) وليست إلا هذه بتلك التي يجيء بها المقسم تأكيداً لقسمه. قوله:((لتقصرونه)) ((نه)): القصر: الحبس، يقال: قصرت نفسي على الشيء إذا حبستها عليه وألزمتها.
الحديث العاشر عن أنس رضي الله عنه قوله:((الذين يقولون)) بدل من قوله: ((خطباء)) ويجوز أن يكون صفة له؛ لأنه لا توقيت فيه على عكس قوله:
ولقد أمر على اللئيم يسبني
ويجوز أن يكون منصوباً على الذم، وهو الأوجه يتفطن لذلك من رزق الذهن السليم والطبع المستقيم.
الحديث الحادي عشر عن عمار رضي الله عنه: قوله: ((المائدة من السماء)). ((غب)): المائدة الطبق الذي عليه الطعام، ويقال لكل واحد منها مائدة. انتهى كلامه. وقوله:((خبزاً ولحماً))