فيقول له: أرني ما قدمت. فيقول: رب! جمعته وثمرته وتركته أكثر ما كان، فارجعني آتك به كله. فإذا عبد لم يقدم خيراً فيمضي به إلى النار)). رواه الترمذي وضعفه. [٥١٩٥]
٥١٩٦ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أول ما يسأل العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له: ألم نصح جسمك؟ ونروك من الماء البارد؟)). رواه الترمذي. [٥١٩٦]
٥١٩٧ - وعن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:((لا تزول قدماً ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذا علم فيما علم؟)) رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب. [٥١٩٧]
ــ
تجارتهم وما كانوا مهتدين} فما أحسن موقع العبد، وذكره في هذا المقام.
قال الشيخ أبو حامد: اعلم أن كل خير ولذة وسعادة بل كل مطلوب ومؤثر يسمى نعمة، ولكن النعمة الحقيقية هي السعادة الأخروية، وتسمية ما عداها سعادة، غلط أو مجاز كتسمية السعادة الدنيوية التي لا يعبر عنها إلى الآخرة نعمة؛ فإن ذلك غلط محض. وكل سبب يوصل إلى سعادة الآخرة ويعين عليها إما بواسطة واحدة أو بوسائط فإن تسميته نعمة صحيح وصدق؛ لأجل أنه يفضي إلى النعمة الحقيقية.
الحديث الخامس والعشرون عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قوله:((ما يسأل)) ((ما)) فيه مصدرية و ((أن يقال)) خبر ((إن)) أي أول سؤال العبد هو أن يقال له ... الخ. قوله:((ألم نصح)) كذا في المصابيح شرح السنة. وقد غيروا في بعض نسخ المصابيح نظرا إلى أنه غير صحيح؛ لأنه لازم، وقد جاء في أساس البلاغة: أصحة الله وصححه وأصح الله بدنك وصحح جسمك.
الحديث السادس والعشرون عن ابن مسعود رضي الله عنه: قوله: ((عن خمس)) إنما أنثه بتأويل الخصال. والمراد بالخصال هاهنا ما يحصل للرجل كما سبق في الحديث الخامس عشر