٥١٩٨ - عن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:((إنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى)). رواه أحمد. [٥١٩٨]
٥١٩٩ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما زهد عبد في الدنيا إلا أنبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصره عيب الدنيا وداءها ودواءها، وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام)). رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٥١٩٩]
٥٢٠٠ - وعنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((قد أفلح من أخلص الله قلبه للإيمان، وجعل قلبه سليماً، ولسانه صادقاً، ونفسه مطمئنة، وخليفته مستقيمة،
ــ
من هذا الفصل. قوله: ((وعن شبابه فيما أبلاه)) فإن قلت: هذا داخل في الخصلة الأولى فما وجهه؟ قلت: المراد سؤاله عن قوته وزمانه الذي يتمكن منه على أقوى العبادة. وإنما غير السؤال في الخصلة الخامسة حيث لم يقل: عن علمه ماذا عمل به؛ لأنها أهم شيء وأولاه. وفيه إيذان بأن العلم مقدمة العمل وهو لا يعتد به لولا العمل.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن أبي ذر رضي الله عنه: قوله: ((من أحمر)) المراد به العجم وبالأسود العرب، والضمير في ((أن تفضله)) عائد إلى كل واحد منهما أو إليهما معا على تأويل الإنسان، والاستثناء مفرغ. والتقدير لست بأفضل منهما بشيء من الأشياء إلا بالتقوى. وقوله:((أن تفضله)) تكرير تأكيد: قال تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.
الحديث الثاني عن أبي ذر رضي الله عنه: قوله: ((وبصره عيب الدنيا)) من البصيرة وهو إشارة إلى الدرجة الثانية يعني لما زهد في الدنيا، لما حصل له من علم اليقين بعيوب الدنيا أورثه الله تعالى به بصيرة حتى حصل له به حق اليقين.
الحديث الثالث عن أبي ذر رضي الله عنه: قوله: ((سليما)) أي عن الحسد والبغض والحقد وسائر الأخلاق الذميمة، قال تعالى:{يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}. والخليقة الطبيعة. قال في أساس البلاغة: له خلق حسن وخليقة وهي ما خلق عليه من طبيعته، يعني: جبله الله تعالى في أصل خلقته مستقيمة غير مائلة إلى طرفي الإفراط والتفريط.