٥٢٠٢ - وعن أبي أمامة، أن رجلا من أهل الصفة توفي وترك ديناراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((كية)) قال: ثم توفي آخر فترك دينارين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((كيتان)). رواه أحمد، والبيهقي في ((شعب الإيمان)). [٥٢٠٢]
٥٢٠٣ - وعن معاوية: أنه دخل على خاله أبي هاشم بن عتبة يعوده فبكى أبو هاشم، فقال ما يبكيك يا خال؟ أوجع يشئزك أم حرص على الدنيا؟ قال: كلا؛ ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهداً لم آخذ به. قال: وما ذلك؟ قال سمعته يقول:((إنما يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله)). وإني أراني قد جمعت. رواه أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. [٥٢٠٣]
٥٢٠٤ - وعن أم الدرداء، قالت: قلت: لأبي الدرداء: مالك لا تطلب كما يطب فلان؟ فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أمامكم عقبة كؤوداً لا يجوزها المثقلون)). فأحب أن أتخفف لتلك العقبة. [٥٢٠٤]
ــ
الحديث الخامس عن أبي أمامة رضي الله عنه: قوله: ((من أهل الصفة)). ((نه)): أهل الصفة هم فقراء المهاجرين ومن لم يكن له منهم منزل يسكنه وكانوا يأوون إلى موضع مظلل في مسجد المدينة يسكنونه. انتهى كلامه. وفي وصف الرجل بهذا النعت إشعار بأن الحكم الذي يليه معلل به، يعني انتماؤه إلى الفقراء الذين زهدوا في الدنيا مع وجود الدينار أو الدينارين دعوى كاذبة يستحق به العقاب. وإلا فقد كان كثير من الصحابة، كعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد رضي الله عنهم، يقتنون الأموال ويتصرفون فيها، وما عابهم أحد من أعرض عن الفتنة؛ لأن الإعراض اختيار للأفضل والأدخل في الورع والزهد في الدنيا، والاقتناء مباح موسع لا يذم صاحبه ولكل شيء له حد.
الحديث السادس عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: قوله: ((يشئزك)) ((نه)): أي يقلقك يقال: شئز فهو مشئوز وأشأزه غيره، وأصله الشأز وهو الموضع الغليظ الكثير الحجارة: قوله: ((قد جمعت)) حذفت متعلقة ليدل على الكثرة من أنواع المال.
الحديث السابع عن أم الدرداء رضي الله عنها: قوله: قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم))