للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٢٠٥ - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل من أحد يمشي على الماء إلا ابتلت قدماه؟)). قالوا: لا، يا رسول الله! قال: ((كذلك صاحب الدنيا لا يسلم من الذنوب)). رواهما البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٥٢٠٢]

٥٢٠٦ - وعن جبير بن نفير [رضي الله عنه] مرسلا، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أوحى إلي أن أجمع المال وأكون من التاجرين، ولكن أوحي إلي أن {سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين})). رواه في ((شرح السنة)) وأبو نعيم في ((الحلية)) عن أبي مسلم. [٥٢٠٦]

ــ

يحتمل أن تكون ((إني)) مفتوحة الهمزة على حذف اللام الجارة أي لا أطلب لأني سمعت وأن تكون مكسورتها استئنافاً: قوله: ((عقبة كؤودا)) أي شاقة والمراد بها الموت والقبر والحشر وأهوالها وشدائدها، شبهها بصعود العقبة، ومكابدة ما يلحق الرجل من قطعها.

الحديث الثامن عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((إلا ابتلت قدماه)) استثناء من أعم عام الأحوال، تقديره: هل يمشي في حال من الأحوال إلا في حال ابتلال قدميه، وحاصل معناه: هل يتحقق المشي على الماء مع عدم الابتلال؟؛ ولذا صح الجواب بـ ((لا)).

قوله: ((لا يسلم من الذنوب)) فيه تخويف شديد للمتقين، وحث على التزهد في الدنيا وإيثار الآخرة على الأولى. وكفي بها تبعة أن يدخل الفقراء في الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام، عافانا الله تعالى منها بفضله وكرمه.

الحديث التاسع عن جبير رضي الله عنه: قوله: ((ولكن أوحي إلي)) يعين أمرني ربي أن أستغرق أوقاتي في المواظبة على التسبيح والتحميد وكثرة السجود والعبادة لربي حتى يأتي أمر الله وألقى الله تعالى، فكيف أتلهى بالتجارة والبيع والشراء وأمور الدنيا وأنى يتراءى ناراهما. ومعنى قوله: ((وأكون من التاجرين)) أي من المتوغلين في صنعة التجارة ومن له مساهمة فيها، وكذا قوله: {من الساجدين} أي أكون من المتوغلين في إقامة الصلاة وكثرة السجود ومن له القدح المعلى فيها، وفيه رائحة معنى قوله: ((لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا)) وفي إباحاً سعي ما، كما ينبئ عنه الحديث التالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>