٥٢٠٧ - وعن أبي هريرة [رضي الله عنه]، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من طلب حلالا استعفافا عن المسألة، وسعيا على أهله، وتعطفا على جاره؛ لقي الله تعالى يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر. ومن طلب الدنيا حلالا، مكاثرا، مفاخرا مرائيا؛ لقي الله تعالى وهو عليه غضبان)). رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) وأبو نعيم في ((الحلية)). [٥٢٠٧]
٥٢٠٨ - وعن سهل بن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((إن هذا الخير خزائن، لتلك الخزائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحا للخير، مغلاقا للشر؛ وويل لعبد جعله الله مفتاحا للشر، مغلاقا للخير)). رواه ابن ماجه. [٥٢٠٨]
ــ
الحديث العاشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((ووجهه مثل القمر)) وفي الحديث معنى قوله تعالى: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} وهما عبارتان عن رضا الله تعالى وسخطه، قوله:((ووجهه مثل القمر)) مبالغة في حصول الرضى بدلالة قوله في مقابلته: ((وهو عليه غضبان)).
الحديث الحادي عشر عن سهل رضي الله عنه: قوله: ((إن هذا الخير)) ((غب)): الخير ما يرغب فيه الكل كالعقل مثلا والعدل والفضل والشيء النافع، والشر ضده. والخير والشر قد يقيدان وهو أن يكون خيرا لواحد وشرا لآخر، كالمال الذي يكون ربما كان خيرا لزيد وشرا لعمر؛ ولذلك وصفه الله تعالى بالأمرين فقال في موضع:{إن ترك خيرا} وقال في موضع آخر: {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات} وقوله: ((إن ترك خيرا)) أي مالا. وقال بعض العلماء: لا يقال للمال: خير حتى يكون كثيرا.
أقول: المعنى الذي يحتوي على خيرية المال وعلى كونه شرا هو المشبه بالخزائن، فمن توسل بفتح ذلك المعنى، وأخرج المال منها أنفقه في سبيل الله ولا ينفقه في سبيل الله الشيطان، فهو مفتاح الخير مغلاق الشر، ومن توسل بإغلاق ذلك الباب بإنفاقه في سبيل الله وفتحه في سبيل الشيطان، فهوه مغلاق الخير مفتاح الشر. وفي قوله صلى الله عليه وسلم:((إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة)) إلى قوله: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء} إشارة إلى هذا المعنى.