٥٢٠٩ - وعن علي [رضي الله عنه]، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا لم يبارك للعبد في ماله جعله في الماء والطين)). [٥٢٠٩]
٥٢١٠ - وعن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((اتقوا الحرام في البنيان؛ فإنه أساس الخراب)). رواهما البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٥٢١٠]
٥٢١١ - وعن عائشة [رضي الله عنها]، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له)). رواه أحمد، والبيهقي في ((شعب الإيمان)). [٥٢١١]
ــ
الحديث الثاني عشر والثالث عشر عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((اتقوا الحرام)) لا بد من تقدير مضاف، أي احترزوا إنفاق مال الحرام في البنيان؛ فإنه أساس لخراب الدين، أو يكون المعنى: اتقوا ارتكاب الحرام في البنيان؛ فإنه أساس الخراب، فلو لم يبن لم يخرب كما في قوله صلى الله عليه وسلم:((لدوا للموت وابنوا للخراب)) وفي مثلها قي قولهم: في البيضة عشرون رطلا حديدا والبيضة نفسها هذا المقدار. والوجه الأول دل عى أنه قد يجوز البناء من الحلال بخلاف الثاني، وهذا أنسب بالباب.
الحديث الرابع عشر عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((دار من لا دار له)) لما كان القصد الأول من الدار الإقامة مع عيش هنئ ولذ صفي، ودار خاوية عنها لا يستحق لذلك أن تسمى دارا.، فمن داره الدنيا فلا دار له، {وإنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.
والمقصود من المال الإنفاق في المبرات والصرف في وجوه الخيرات، فمن أتلفه في الشهوات واستيفاء اللذات فحقيق بأن يقال: لا مال له، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور؛ ولذلك قدم الظرف على عامله في قوله:((ولها يجمع)) دلالة على أن الجمع للدار الآخرة للتزود وهو المحمود؛ قال الله تعالى:{وتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} ويحتمل أن تكون ((لها)) مفعولا به لـ ((يجمع)) كقولك لزيد: ضربت؛ فإن المفعول بغير واسطة إذا قدم على الفعل جاز اقتران اللام به لضعف العمل إذ ذاك.
((غب)): كل اسم نوع فإنه يستعمل على وجهين: أحدهما: دلالة على المسمى وفصلا بينه