للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سبعون ألفا قدامهم يدخلون الجنة بغير حساب، هو الذي لا يتطيرون، ولا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون)) فقال عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: ((اللهم اجعله منهم)). ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: ((سبقك بها عكاشة)). متفق عليه.

٥٢٩٧ - وعن صهيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)) رواه مسلم.

٥٢٩٨ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك،

ــ

وقيل: قد يكون سبق عكاشة بوحي ولم يحصل ذلك للآخر، قال الشيخ: وقد ذكر الخطيب البغدادي أنه قال في كتابه في الأسماء المبهمة: أنه يقال: إن هذا الرجل هو سعد بن عبادة، فإن صح هذا بطل قول من زعم أنا منافق، والأظهر المختار هو القول الأخير.

الحديث الثالث عن صهيب رضي الله عنه: قوله: ((إلا للمؤمن)) مظهر وقع موقع المضمر ليشعر بالعلية.

قوله: ((إن أصابته سراء)) وأنشد في معناه:

إذا كان شكر نعمة الله نعمة على له في مثلها يجب الشكر

فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتسع العمر

إذا مس بالنعماء عم سرورها وإن مس بالضراء أعقبه الأجر

الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((المؤمن القوي)) قيل: أراد بـ ((المؤمن القوي)) الذي قوي في إيمانه، وصلب في إيقانه، بحيث لا يرى الأسبابن ووثق بمسبب الأسباب. والمؤمن الضغيف بخلافه، وهو أدنى مراتب الإيمان.

أقول: ويمكن أن يذهب إلى اللف والنشر، فيكون قوله: ((احرص إلى ما ينفعك)) ولا تترك الجهد بيانا للقوى، وقوله: ((ولا تعجز)) بيانا للضغيف. ((مح)): والقوة هنا يراد بها عزيمة النفس في أمور الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداما على الغزو والجهاد، وأسرع خروجا إليه وذهابا في طلبه، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على

<<  <  ج: ص:  >  >>