للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٣٤٢ - وعن زينب بنت جحش، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فرعا يقول: ((لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه)) وحلق بأصبعيه: الإبهام والتي تليها. قالت زينب: فقلت: يا رسول الله! أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم، إذا كثر الخبث)). متفق عليه.

٥٣٤٣ - وعن أبي عامر، أو أبي مالك الأشعري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الخز والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم رجل لحاجة فيقولون: ارجع

ــ

وحشراتها. قوله: ((عمرو بن عامر)) ((تو)): هو أول من سن عبادة الأصنام بمكة، وحمل أهلها بالتقرب إليها بتسييب السوائب، وهو أن يترك الدابة فتسيب حيث شاءت فلا ترد عن حوض ولا علف، ولا يتعرض لها بركوب ولا حمل، وكانوا يسيبون العبيد أيضا بأن يعتقوهم، ولا يكون للمعتق ولاء، ولا على المعتق حجر في ماله، فيضعه حيث شاء. [ويقال له: إنه سائبة]. والقصب – بالضم – المعي، ولعله كوشف من سائر ما كان يعاقب به في النار. ((يجر قصبه في النار)) لأنه استخرج من باطنه بدعة جر بها: [الجريرة] إلى قومه. والله أعلم.

الحديث الرابع عن زينب رضي الله عنها: قوله: ((من ردم يأجوج)) ((نه)): يقال ردمت الثلمة ردما إذا شددتها والاسم والمصدر فيه سواء. وأراد بالخبث الفسق والفجور. ((حس)): هو مصدر خبث يخبث خبثا.

الحديث الخامس عن أبي عامر رضي الله عنه: قوله: ((من أمتي)) كذا هو في نسخ البخاري، وقد وقع في المصابيح ((في أمتي)) و ((المعازف)): الملاهي. والعازف: اللاعب بها. و ((العلم))، الجبل. والسارح والسارحة والسرح سواء: الماشية، وسرح المال إذا أطلقه يرعى، وسرح بنفسه والمال سارح. قوله: ((يستحلون الحر)) ((تو)): الحر بتخفيف الراء الفرج. وقد صحف هذا اللفظ في كتاب المصابيح، وكذلك صحفه بعض الرواة من أصحاب الحديث فحسبوه الخز بالخاء والزاي المنقوطتين، والخز لم يحرم حتى يستحل، ولقد وجدت من الناس من اغتر بخط من كان يعرف بعلم الحديث وحفظه، وقد كان قيده بالخاء والزاؤ المنقوطتين حتى يثبت له أنه صحف، أو اتبع رواية بعض من لم يعلم.

وقال في قوله: ((يروح عليهم بسارحة)) سقط منه فاعل ((يروح)) فالتبس المعنى على من لم يعلم به، وإنما الصواب: يروح عليهم رجل بسارحة لهم، كذلك رواه مسلم في كتابه. وإنما السهو من المؤلف؛ لأنا وجدنا النسخ سائرها على ذلك. وقال أيضا في قوله: ((ويضع العلم)) سقط عنه كلمة وهي ((عليهم)).

<<  <  ج: ص:  >  >>