للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٣٨٦ - وعن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن)). رواه البخاري.

٥٣٨٧ - وعن أسامة بن زيد، قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من آطام المدينة، فقال: ((هل ترون ما أرى؟)) قالوا: لا، قال: ((فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع المطر)). متفق عليه.

٥٣٨٨ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش)). رواه البخاري.

ــ

الحديث الثامن عن أبي سعيد رضي الله عنه قوله: ((يوشك أن يكون)) قال المالكي: ((يوشك)) أحد أفعال المقاربة يقتضي اسما مرفوعا، وخبرا منصوب المحل لا يكون إلا فعلا مضارعا مقرونا بـ ((أن)). ولا أعلم تجرده من ((أن)) إلا في قول الشاعر:

يوشك من فر من منيته في بعض غزاته يواقعها

وقد يسند إلى ((أن)) والفعل المضارع فيسد ذلك مسد اسمها وخبرها. وفي هذا الحديث شاهد على ذلك.

قوله ((غنم)) نكرة موصوفة هو اسم ((يكون)) والخبر قوله ((خير مال)) وهو معرفة فلا يجوز. اللهم إلا أن يراد بـ ((المسلم)) الجنس فلا تعيين فيه حينئذ. وفائدة التقديم أن المطلوب حينئذ الاعتزال وتحري الخير بأي وجه كان. وليس الكلام في الغنم ولذلك أخرها.

وقال المالكي: يجوز في ((خير وغنم)) رفعهما على الابتداء. و ((الخير)) في موضع نصب خبرا لـ ((يكون)) واسمه ضمير الشأن؛ لأنه كلام تضمن تحذيرا وتعظيما لما يتوقع وتقديم ضمير الشأن عليه مؤكد لمعناه. قوله: ((شعف الجبال)) ((نه)): شعف كل شيء أعلاه وجمعها شعاف. يريد به رأس كل جبل من الجبال. انتهى كلامه. والقطر عبارة عن العشب والكلأ. أي يتبع بها مواقع العشب والكلأ في شعاف الجبال.

الحديث التاسع عن أسامة رضي الله عنه: قوله: ((أطم)): ((نه)) هو بالضم بناء مرتفع وجمعه آطام قوله ((تقع)) يحتمل أن يكون مفعولا ثانيا. والأقرب إلى الذوق أن يكون حالا، والرؤية بمعنى النظر. أي كشف لي فأبصرها عيانا.

الحديث العاشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((على يدي غلمة)) أي أحداث السن

<<  <  ج: ص:  >  >>