٥٣٨٩ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يتقارب الزمان، ويقبض العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، ويكثر الهرج)). قالوا: وما الهرج؟ قال:((القتل)). متفق عليه.
٥٣٩٠ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيم قتل؟ ولا المقتول فيم قتل؟)) فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال:((الهرج، القاتل والمقتول في النار)). رواه مسلم.
٥٣٩١ - وعن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((العبادة في الهرج كهجرة إلى)). رواه مسلم.
٥٣٩٢ - وعن الزبير بن عدي، قال: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقي من الحجاج. فقال:((اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده أشر منه حتى تلقوا ربكم)). سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري.
ــ
الذين لا مبالاة لهم بأصحاب الوقار وذوي النهي. ((مظ)): لعله أريد بهم الذين كانوا بعد الخلفاء الراشدين، مثل: يزيد وعبد الملك بن مروان وغيرهما.
الحديث الحادي عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((يتقارب الزمان)) ((تو)): يريد به اقتراب الساعة. ويحتمل أنه أراد بذلك تقارب أهل الزمان بعضهم من بعض في الشر أو تقارب الزمان نفسه في الشر حتى يشبه أوله آخره. وقيل: بقصر أعمار أهله. ((قض)) يحتمل أن يكون المراد به أن تتسارع الدول إلى الانقضاء، والقرون إلى الانقراض، فيتقارب زمانهم وتتدانى أيامهم.
الحديث الثاني عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله:((القاتل والمقتول في النار)). ((مح)): أما القاتل فظاهر وأما المقتول؛ فإنه أراد قتل صاحبه. وفيه دلالة للمذهب الصحيح المشهور أن من نوى المعصية وأصر على النية يكون آثما، وإن لم يفعلها ولا تكلم بها.
الحديث الثالث عشر والرابع عشر عن الزبير قوله:((أشر منه)). ((قض)): أخير وأشر أصلان متروكان لا يكادان يستعملان إلا نادراً. وإنما المتعارف في التفضيل خير وشر.