٥٣٩٣ - عن حذيفة، قال: والله ما أدرى أنسى أصحابي أم تناسوا؟ والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعداً وإلا قد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته. رواه أبو داود. [٥٣٩٣]
٥٣٩٤ - وعن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة)). رواه أبو داود، والترمذي. [٥٣٩٤]
٥٣٩٥ - وعن سفينة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ((الخلافة ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً)). ثم يقول سفينة: أمسك خلافة أبي بكر سنتين، وخلافة عمر عشرة، وعثمان اثنتي عشرة، وعلي ستة. رواه أحمد، والترمذي، وأبو داود. [٥٣٩٥]
ــ
الفصل الثاني
الحديث الأول عن حذيفة رضي الله عنه قوله:((يبلغ من معه)) الجملة في موضع الجر صفة ((قائد)) تقديره يبلغ مع قائد الفتن المبلغ المذكور. ((مظ)): أراد بـ ((قائد الفتنة)) من يحدث بسببه بدعة أو ضلالة أو محاربة: كعالم مبتدع يأمر الناس بالبدعة، أو أمير جائر يحارب المسلمين انتهى كلامه. وقوله ((إلى أن تنقضي الدنيا)) متعلق بمحذوف، أي ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا مهملا، لكن قد سماه فالاستثناء منقطع.
الحديث الثاني عن ثوبان رضي الله عنه قوله:((وإذا وضع السيف)) عطف على قوله: ((إنما أخاف)) على سبيل حصول الجملتين، وتفويض ترتب الثانية على الأولى إلى ذهن السامع، كأنه قيل: أخاف على أمتي من شر الأئمة المضلين، وإضلالهم الذي يؤدي إلى الفتنة والمرج، والهرج، وهيج الحروب ووضع السيف بينهم، فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع .. إلخ.
الحديث الثالث عن سفينة: قوله: ((الخلافة ثلاثون سنة)). ((حس)): يعني أن الخلافة حق الخلافة إنما هي للذين صدقوا هذا الاسم بأعمالهم، وتمسكوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده. فإذا خالفوا السنة وبدلوا السيرة فهم حينئذ ملوك، وإن كان أساميهم الخلفاء. ولا بأس أن يسمى