٥٣٩٩ - وعن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، ويسمى مؤمناً ويصبح كافراً، القاعد فيها خير من القائم، والماشي فيها خير من الساعي، فكسروا فيها قسيكم، وقطعوا فيها أوتاركم، واضربوا سيوفكم بالحجارة، فإن دخل على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم))., رواه أبو داود. وفي رواية له: ذكر إلى قوله ((خير من الساعي)). ثم قالوا: فما تأمرنا؟ قال ((كونوا أحلاس بيوتكم)). وفي رواية الترمذي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الفتنة ((كسروا فيها قسيكم، وقطعوا فيها أوتاركم، والزموا فيها أجواف بيوتكم، وكونوا كابن آدم)). وقال هذا حديث صحيح غريب. [٥٣٩٩]
٥٤٠٠ - وعن أم مالك البهزية، قالت ذكر رسول الله فتنة فقربها قلت: يا رسول الله! من خير الناس فيها؟ قال:((رجل في ماشيته يؤدي حقها، ويعبد ربه، وجل آخذ برأس فرسه يخيف العدو ويخوفونه)). رواه الترمذي. [٥٤٠٠]
٥٤٠١ - وعن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون فتنة
ــ
الحديث السابع عن أبي موسى رضي الله عنه: قوله: ((إن بين يدي الساعة)) يريد بذلك التباسها وفظاعتها وشيوعها واستمرارها. قوله ((كخير ابني آدم) ٩ يعني فليستسلم حتى يكون مقتولا كهابيل، ولا تكن قاتلا كقابيل، وأحلاس البيوت ما يبسط تحت حر الثياب، فلا تزال ملقاة تحتها.
الحديث الثامن عن أم مالك: قوله: ((فقربها)). ((شف)): معناه وصفها للصحابة وصفا بليغاً؛ فإن من وصف عند أحد وصفاً بليغاً فكأنه قرب ذلك الشيء إليه. قوله ((يخيف العدو)) أي يرتبط في بعض ثغور المسلمين يخيف الكفار ويخوفونه. ((مظ)): يعني رجل هرب من الفتن وقتال المسلمين، وقصد الكفار يحاربهم ويحاربونه.
الحديث التاسع عند عبد الله قوله ((تستنظف العرب)) ((نه)) أي تستوعبهم هلاكاً يقال: استنظفت الشيء إذا أخذته كله. ومنه قولهم: استنظفت الخراج، ولا يقال: نظفته. قوله ((قتلاها في النار)) مبتدأ وخبر. ((قض)): والمراد بـ ((قتلاها)) من قتل في تلك الفتنة. وإنما هم