٥٤٠٢ - وعن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((ستكون فتنة صماء بكماء عمياء، من أشرف لها استشرفت له، وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف)) رواه أبو داود. [٥٤٠٢]
٥٤٠٣ - وعن عبد الله بن عمر، قال: كنا قعوداً عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن، فأكثر في ذكرها، حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: وما فتنة الأحلاس؟ قال:((هي هرب وحرب))، ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي، يزعم أنه مني وليس مني، إنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا قيل: انقضت
ــ
الحديث العاشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله ((إشراف اللسان)) أي إطالة اللسان. ومعنى هذا مثل معنى قوله ((اللسان فيها أشد من وقع السيف)) على ما سبق.
الحديث الحادي عشر عن عبد الله رضي الله عنه: قوله ((فتنة الأحلاس)). ((نه)): الأحلاس جمع حلس، وهو الكساء الذي على ظهر البعير تحت القتب، شبهها به للزومها ودوامها. والحرب – بالتحريك – نهب مال الإنسان وتركه لا شيء له. قوله ((فتنة السراء)) مبتدأ وخبره الجملة بعده، والجملة معطوفة على ((فتنة الأحلاس)) من حيث المعنى. أي قال فتنة الأحلاس هرب وحرب. ثم قال: و ((فتنة السراء دخنها)) كذا .. وقوله:((لا تدع)) خبر لـ ((فتنة الدهيماء)) والجملة عطف على ما قبلها. ((تو)) يحتمل أن يكون سبب وقوع الناس في تلك الفتنة وابتلائهم بها أثر النعمة. فأضيفت إلى ((السراء)) ويحتمل أن يكون صفة لـ ((فتنة)) فأضيفت إليها إضافة مسجد الجامع ويراد منها سعتها لكثرة الشرور والمفاسد. ومن ذلك قولهم قناة سراء، إذا كانت وسعة. وقوله:((دخنها)) أي إثارتها وهيجانها شبهها بالدخان الذي يرتفع. وإنما قال:((من تحت قدمي رجل)) تنبيها على أنه هو الذي يسعى في إثارتها، أو إلى أنه يملك أمرها. قوله ((كورك على ضلع)). ((نه)): أي يصطلحون على رجل لا نظام له ولا استقامة؛ لأن الورك لا يستقيم على الضلع. ولا يتركب عليه لاختلاف ما بينهما وبعده. ((حس)): معناه: الأمر الذي لا يثبت ولا يستقيم. وذلك لان الضلع لا يقوم بالورك ولا يحمله. وإنما يقال في باب الملاءمة والموافقة إذا وصفوا هو ككف في ساعد وساعد في ذراع ونحو ذلك. يريد أن هذا الرجل غير خليق للملك ولا مستقل به.
قوله ((ثم فتنة الدهيماء)). ((نه)): هي تصغير الدهماء يريد الفتنة المظلمة، والتصغير فيها للتعظيم. وقيل: أراد بـ ((الدهيماء)) الداهية. ومن أسماء الداهية: الدهيم. زعموا أن الدهيم اسم