٥٤١٩ - وعن نافع بن عتبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله)) رواه مسلم.
٥٤٢٠ - وعن عوف بن مالك، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال: ((اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بين المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً)) رواه البخاري.
٥٤٢١ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض
ــ
الحديث التاسع والعاشر عن عوف: قوله: ((ثم موتان)). ((تو)) أراد بالموتان الوباء وهو في الأصل موت يقع في الماشية، والميم منه مضمومة. واستعماله في الإنسان تنبيه على وقوعه فيهم وقوعه في الماشية؛ فإنها تسلب سلبا سريعا. وكان ذلك في طاعون عمواس زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وهو أول طاعون وقع في الإسلام، مات منه سبعون ألفا في ثلاثة أيام. و ((عمواس)) قرية من قرى بيت المقدس وقد كان بها معسكر المسلمين. والقعاص: داء يأخذ الغنم فلا يلبثها أن تموت.
قوله:((ثم استفاضة المال)). ((حس)): هي كثرته، وأصله التفرق والانتشار. يقال: استفاض الحديث إذا انتشر. ((نه)): هو من فاض الماء والدمع وغيرهما يفيض فيضا إذا كثر. انتهى كلامه. قوله:((فيظل ساخطاً)) أي إنه يسخط استقلالاً للمبلغ المذكور وتحقيراً منه. والغاية والراية سواء ومن رواه بالباء الموحدة، أراد بها الأجمة. فشبه كثرة رماح العسكر بها وبنوه الأصفر الروم.
الحديث الحادي عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((بالأعماق)). ((تو)): العمق ما بعد من أطراف المفاوز. وليس ((الأعماق)) ها هنا بجمغ. وإنما هو اسم موضع بعينه من أطراف المدينة. و ((دابق)) – بفتح الباء – دار نخلة موضع سوق بالمدينة. وقوله:((سبوا منا)) على بناء الفعل يريدون بذلك محاملة المؤمنين بعضهم عن بعض. ويبغون به تفريق كلمتهم. والمرادون بذلك هم الذين غزوا بلادهم فسبوا ذريتهم. والأظهر أن هذا القول منهم يكون بعد الملحمة