يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبداً فيفتتحون قسطنطينية، فبيناهم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبيناهم يعدون للقتال يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم، فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته)) رواه مسلم.
٥٤٢٢ - وعن عبد الله بن مسعود، قال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة. ثم قال: عدو يجمعون لأهل الشام ويجمع لهم أهل
ــ
الكبرى التي تدور رحاها بين الفئتين بعد المصالحة والمناجزة لقتال عدو يتوجه إلى المسلمين. وبعد [غدرة] الروم بهم. وذلك قبل فتح قسطنطينة، فيطأ الروم ارض العرب حتى ينزل بالأعماق أو بدابق، فيسأل المسلمين أن يخلوا بينهم وبين من سبى من ذريتهم فيردون الجواب عليهم على ما ذكر في الحديث.
((مح)): قسطنطينة: هي بضم القاف وإسكان السين وضم الطاء الأولى وكسر الثانية وبعدها ياء ساكنة ثم نون، هكذا ضبطناه ها هنا وهو المشهور. ونقل القاضي في المشارق عن المتقنين زيادة ياء مشددة بعد النون، وهي مدينة مشهورة أعظم مدائن الروم.
قال الترمذي: والقسطنطينة قد فتحت في زمان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتفتح عند خروج الدجال. قوله:((لكن يقتله الله بيده)) أي بيد عيسى عليه السلام. هذا الإسناد عند الموحدين حقيقي. وعند غيرهم مجازي. وفيه تصريح بأن فعل العبد مخلوق لله تعالى، وكسب للعبد على ما هو مذهب أهل الحق. وفي معنى الاستدراك سر. وذلك أنه لو تركه حتى انذاب وهلك لكان محض فعل الله وتقديره. ولم يكن لفعل العبد مدخل فيه. فأراد أن يظهر الحكمة في عالم الأسباب. فاستدركه بقوله:((ولكن يقتله الله)). والله أعلم.
الحديث الثاني عشر عن عبد الله: قوله: ((عدو)) مبتدأ أي عدو كثير يجمعون لمقاتلة أهل الشام. قوله:((شرطة)). ((فا)): يقال: أشرط نفسه لكذا أي أعلمها له وأعدها. فحذف المفعول.