للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك، فجاءهم الصريخ: أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم، فيرفضون ما في أيديهم، ويقبلون فيبعثون عشر فوارس طليعة)). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس، أو من خير فوارس، على ظهر الأرض يومئذ)) رواه مسلم.

٥٤٢٣ - وعن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((هل سمعتم بمدينة، جانب منها في البر، وجانب منها في البحر؟)) قالوا: نعم يا رسول الله قال: ((لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق، فإذا جاءوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيسقط أحد جانبيها. قال ثور بن زيد الراوي: لا أعلمه إلا قال -: ((الذي في البحر، ثم يقولون الثانية: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون الثالثة: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيفرج لهم فيدخلونهم فيغنمون، فبيناهم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج، فيتركون كل شيء ويرجعون)) رواه مسلم.

ــ

قال: الجوهري: قد شرط عليه كذا واشترط عليه يشترط. وقوله: ((فيفيء هؤلاء وهؤلاء)) المراد منهما الفئتان العظيمتان لا الشرطة. وقوله: ((فبأي غنيمة يفرح)) هو جزاء شرط محذوف أبهم أولا في قوله: ((إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة)) حيث أطلقه ثم بين بقوله: ((عدو)) إلخ. بأن ذلك مقيد بهذه الصفة. فحينئذ يصح أن يقال: فإذا كان كذلك فبأي غنيمة يفرح:؟ إلخ. قوله: ((نهد إليهم)) ((مح)): أي نهض وتقدم. ((والدبرة)) بفتح الدال والباء: الهزيمة. وقوله: ((فلا يخلفهم)) هو بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام المشددة أي يجاوزهم. قوله: ((حتى يخرميتا)) ((مظ)): يعني طار الطير على أولئك الموتى فما وصل إلى آخرهم حتى يخر ويسقط ميتا من نتنهم، أو من طول مسافة مسقط الموتى.

أقول المعنى الثاني ينظر إلى قول البحتري في وصف بركة:

لا يبلغ السمك المحصور غايتها لبعد ما بين قاصيها ودانيها

((فيتعاد بنو الأب)) يعني تعد جماعة حضروا تلك الحرب كلهم أقارب فلم يبق من مائة إلا واحد قد خلفهم أي قعد مكانهم في أولادهم. و ((الصريخ)) المستغيث فعيل من الصراخ. و ((الطليعة)) هو الذي يبعث ليطلع على أحوال العدو.

الحديث الثالث عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((من بني إسحاق)). ((مظ): أي من أكراد الشام وهم من بني إسحاق النبي عليه السلام وهم مسلمون. قوله: ((قال ثور بن يزيد) هذا إشارة إلى أن ما وقع في نسخ المصابيح من قوله: ((الذي في البحر)) مدرج من قول الراوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>