حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح وسلاح قريب من خيبر. رواه أبو داود. [٥٤٢٧]
٥٤٢٨ - وعن ذي مخبر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ستصالحون الروم صلحاً آمناً، فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم، فتنصرون وتغنمون وتسلمون، ثم ترجعون، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب، فيقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين فيدقه، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة)). وزاد بعضهم:((فيثور المسلمون إلى أسلحتهم، فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة)). رواه أبو داود. [٥٤٢٨]
٥٤٢٩ - وعن عبد الله بن عمرو. عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:((اتركوا الحبشة ما تركوكم، فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة)). رواه أبو داود. [٥٤٢٩]
ــ
أي يضطروا لمحاصرة العدو إياهم. المسالح جمع المسلح والمسلحة القوم الذين يحفظون الثغور من العدو وسموا مسلحة: لأنهم يكونون ذوي سلاح أو لأنهم يسكنون المسلحة وهي كالثغر. والمرقب يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم على غفلة، فإذا رأوه أعلموا أصحابهم ليتأهبوا له. و ((سلاح)) موضع قريب من خيبر.
الحديث الخامس عن ذي مخبر: قوله: ((آمناً)) صفة ((صلحا)) أي ذا أمن أو جعل الصلح أمنا على الإسناد المجازي.
الحديث السادس والسابع عن عبد الله: قوله: ((ذو السويقتين)) ((مح)): هما تصغير ساقي الإنسان لدقتها. وهي صفة سوق السودان غالبا. ولا يعارض هذا قوله تعالى:{حَرَمًا آمِنًا} لأن معناه آمناً إلى قرب القيامة وخراب الدنيا. وقيل يخص منه قضية ذي السويقتين: قال: القاضي عياض: القول الأول أظهر. ((تو)): ((ودعوكم)) تركوكم، وقلما يستعملون الماضي منه إلا ما روى في بعض الأشعار، كقول القائل: