للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النغف في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله)) وفي رواية ((تطرحهم بالنهبل، ويستوقد المسلمون من قسيهم ونشابهم وجعابهم سبع سنين، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا بر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللحقة من البقر لتكفي القبيلة من

ــ

و ((الزهم)) بالتحريك مصدر قولك: زهمت يدي بالكسر من الزهومة فهي زهمة أي دسمة، وعليه أكثر الروايات فيما أعلم، وفيه من طريق المعنى وهن، وضم الزاي مع فتح الهاء أصح معنى، وهو جمع زهمة وهو الريح المنتنة.

قوله: ((طيرا كأعناق البخت)) أي طيرا أعناقهم كأعناق البخت. والنهبل اسم موضع. ((مح)): ((لا يكن)) أي لا يمنع من نزول الماء بيت. ((المدر)) وهو الطين الصلب. ((قض)): أي لا يحول بينه وبين مكان ما حائل، بل يعم الأماكن كلها فيغسلها.

قوله: ((كالزلفة)) روي بفتح الزاي واللام، وبالفاء وبالقاف، وروي بضم الزاي وإسكان اللام وبالفاء. قال القاضي: روي بالفاء والقاف، وبفتح اللام وإسكانها، كلها صحيحة، واختلفوا في معناه فقال ثعلب وأبو زيد وآخرون: معناه كالمرآة، وحكى صاحب المشارق هذا عن ابن عباس أيضا، شبهها بالمرآة في صفائها ونظافتها، وقيل: معناه كمصانع الماء، أي أن الماء يستنقع فيها، حتى تصير الأرض كالمصنع الذي يجتمع في الماء. قال أبو عبيدة: معناه الإجانة الخضراء، وقيل: كالصحفة، وقيل: كالروضة.

و ((العصابة)) الجماعة. و ((قحفها)) بكسر القاف وهو مقعر فشرها، شبهها بقحف الآدمي وهو الذي فوق الدماغ، وقيل: هو ما انفلق من جمجمته وانفصل. و ((الرسل)) بكسر الراء وإسكان السين هو اللبن. و ((اللقحة)) بكسر اللام وفتحها مشهورتان، والكسر أشهر، وهي القريبة العهد بالولادة، وجمعها لقح بكسر اللام وفتح القاف كبركة وبرك، و ((اللقوح)) ذات اللبن.

و ((الفئام)) بكسر الفاء وبعدها همزة ممدوة هي الجماعة الكثيرة، هذا هو المشهور والمعروف في اللغة، ورواية الحديث بكسر الفاء والهمزة. قال القاضي: ومنهم من لا يجيز الهمز بل يقوله بالياء، وقال في المشارق: وحكاه الخليل بفتح الفاء، قال: وذكر صاحب العين غير

<<  <  ج: ص:  >  >>