فيقول: خذوه وشجوه، فيوسع ظهره وبطنه ضربا)). قال:((فيقول: أو ما تؤمن بي؟)) قال: ((فيقول: أنت المسيح الكذاب)). قال:((فيؤمر به فيؤشر بالمئشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه)). قال:((ثم يمشي الدجال بين القطعتين، ثم يقول له: قم، فيستوي قائما، ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت إلا بصيرة)). قال:((ثم يقول: يأيها الناس! إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس)). قال:((فيأخذه الدجال ليذبحه، فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا، فلا يستطيع إليه سبيلا)). قال:((فيأخذه بيديه ورجليه، فيقذف به، فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار، وإنما ألقي في الجنة)) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين)) رواه مسلم.
٥٤٧٧ - وعن أم شريك، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليفرن الناس من الدجال حتى يلحقوا بالجبال)). قالت أم شريك: قلت: يا رسول الله! فأين العرب يومئذ؟ قال:((هم قليل)) رواه مسلم.
ــ
قوله:((فيشبح)) ((مح)): بشين معجمة ثم باء موحدة وحاء مهملة، أي مدوه على بطنه و ((شجوه)) بجيم مشددة من الشج، وهو الجرح في الرأس، ثم قال: وهذه الرواية أصح عندنا وقوله: ((فيوسع)) بإسكان الواو وفتح السين. وقوله:((فيؤشر)) الرواية فيه بالهمزة و ((المنشار)) بهمزة بعد الميم وهو الأفصح، ويجوز تخفيف الهمزة فيهما فيجعل في الأول واو وفي الثاني ياء، ويجوز المنشار بالنون، وعلى هذا يقال نشرت الخشبة. و ((مفرقه)) بكسر الراء وسطه، و ((الترقوة)) بفتح [التاء وضم] القاف، العظم الذي بين نقرة النحر والعاتق.
قوله:((لا يفعل بعدي)) مفعوله محذوف، أي ما فعل بي. وقوله:((فيجعل)) أي الله تعالى كالنحاس لا يعمل فيه السيف. ((حس)): قال معمر: بلغني أنه يجعل على حلقة صفحة نحاس.
وقوله:((فيحسب الناس)) أي يحسبون أن الدجال قذفه فيما زعم أنه ناره، وإنما ألقي في الجنة وهي دار الثواب؛ يدل عليه قوله:((هذا أعظم الناس شهادة)) نحو قوله تعالى: {ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ} أي يسرحون في ثمار الجنة.
الحديث الخامس عشر عن أم شريك: قوله: ((فأين العرب يومئذ)) الفاء فيه جزاء شرط