للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤٧٨ - وعن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يتبع الدجال من يهود أصفهان سبعون ألفا، عليهم الطيالسة)) رواه مسلم.

٥٤٧٩ - وعن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه رجل وهو خير الناس، أو من خيار الناس، فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته، هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم، فيريد الدجال أن يقتله، فلا يسلط عليه)) متفق عليه.

ــ

محذوف أي إذا كان حال الناس هذا، فأين المجاهدون في سبيل الله الذابون عن حريم الإسلام، المانعون عن أهله صولة أعداء الله، فكنى عنهم بها، قال: أنا الذاب الحامي الذمار، وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي.

الحديث السادس عشر عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((أصبهان)) ((مح)): يجوز فيه كسر الهمزة وفتحها وبالباء والفاء.

الحديث السابع عشر عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه: قوله: ((نقاب المدينة)) ((مح)): هو بكسر النون. ((نه)): هو جمع نقب وهو الطريق بين الجبلين، والأنقاب جمع قلة له. قوله: ((خير الناس)) ((حس)): قال معمر: بلغني أن الرجل الذي يقتله الدجال الخضر عليه السلام.

قوله: ((حديثه)) جار على قوله: الدجال؛ لأن المظهر غائب، لا على ضمير المخاطب وعكسه قوله:

أنا الذي سمتني أمي حيدرة

قوله: ((فيقولون لا)) ((مح)): أما قول الدجال: ((أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر، فيقولون: لا)) فقد يشكل؛ لأن ما أظهره الدجال لا دلالة له فيه على ربوبيته؛ لظهور النقص عيه، ودلائل الحديث، وتشويه الذات، وشهادة كذبه، وكفره المكتوبة بين عينيه, وغير ذلك.

ويجاب بأنه: لعلهم قالوه خوفا منه لا تصديقا، ويحتمل أنهم قصدوا: لا نشك في كذبك وكفرك فإن من شك في كفره وكذبه كفر، وخادعوه بهذه التورية خوفا منه، ويحتمل أن الذين قالوا: لا نشك، هم مصدقوه من اليهود وغيرهم ممن قدر الله تعالى شقاوته.

<<  <  ج: ص:  >  >>