للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٤٤ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعلموا الفرائض والقرآن وعلموا الناس فإني مقبوض)). رواه الترمذي [٢٤٤].

٢٤٥ - وعن أبي الدرداء، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى

ــ

وفتنة، وإنما نهى عنها لأنها غير نافعة في الدين، لا يكاد يكون إلا فيما يقع إيذاء. ومثله قول ابن مسعود: ((أنذرتكم صعاب النطق)) يريد به المسائل الدقيقة الغامضة.

الحديث السادس والعشرون عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((تعلموا)) ((تو)): ذهب بعض الناس إلى أن المراد من ((الفرائض)) ههنا علم المواريث، ولا دليل معه، والظاهر أن المراد منها الفرائض التي فرضها الله تعالى على عبادة. وقيل: ويمكن أنه أراد صلى الله عليه وسلم بالفرائض السنن الصادرة منه صلى الله عليه وسلم. المشتملة على الأوامر والنواهي الدالة عليها، كأنه قال: تعلموا الكتاب والسنة، ينقطعان بقبضه صلى الله عليه وسلم، إذ أحدهما أوحى إليه، وثانيهما إعلام منه صلى الله عليه وسلم للأمة به، ومثل هذا في المعنى قوله: ((هذا أوان أن يختلس العلم من الناس)) أي علم الوحي، وكأنه لما شخص بصره إلى السماء كوشف باقتراب أجله، فأعلم الأمة أنه مقبوض.

وأقول: في الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض فرائض مثل ما في القرآن، كما سبق في حديث المقدام بن معد يكرب: ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) وفي حديث العرباض: ((ونهيت عن أشياء إنها لمثل القرآن أو أكثر))، وأنه صلى الله عليه وسلم مبين ما في القرآن، فيؤخذ التفسير والتأويل مما بينه وعلمه، وما لم يبينه يحمل على ما بينه، قال الله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس من نزل إليهم ولعلهم يتفكرن} عطف ((ولعلهم يتفكرون)) على مقدر، أي لتبين للناس بعض ما نزل إليهم فيعلموا، ولعلهم يتفكرون فيما لم يتبين ويردونه إلى ما علموه. ((حس)): التأويل المقبول ما يستنبط المعنى مما قبل وما بعد موافقاً للكتاب والسنة، لفظ هذا معناه. والله أعلم.

الحديث السابع والعشرون عن أبي الدرداء: قوله: ((يختلس)) أي يختلس فيه، صفة ((أوان))، و ((حتى)) غايته، أي يسلب العم منكم حتى لا تقدروا أن تستنزلوا بسؤالكم شيئاً من العلوم

<<  <  ج: ص:  >  >>