السماء ثم قال:((هذا أوان يختلس فيه العلم من الناس، حتى لا يقدروا منه على شيء)) رواه الترمذي [٢٤٥].
٢٤٦ - وعن أبي هريرة رواية:((يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون
ــ
السماوية، والاختلاس استعارة للإمساك من نزول العلم، ونظيره قوله تعالى:{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} الكشاف: أي أكملت لكم ما تحتاجون إليه في تكليفكم من تعليم الحرام والحلال، والتوقيف على الشرائع، وقوانين القياس، وأصول الاجتهاد. والله أعلم.
الحديث الثامن والعشرون عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((رواية)) نصب على التمييز، وهو كناية عن رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا لكان موقوفا. قوله ((يوشك)) أي يقرب، و ((أن يضرب الناس)) في موضع الرفع اسم لـ ((يوشك))، والمسند والمسند إليه أغنيا عن الخبر، و ((يضرب أكباد الإبل)) كناية عن السير السريع؛ لأن من أراد ذلك يركب الإبل؛ ويضرب على أكبادها بالرجل. ((تو)): كأنه عبارة عن سرعة السير، وإدمان الإدراج، وقطع الشقة الشاسعة، حتى تستضر المطي بذلك، فتقطع أكبادها، وتمسها الأدواء بذلك من شدة العطش، فتصير كأنما ضربت أكبادها. وفي إيراد هذا القول تنبيه على أن طلبة العلم أشد الناس حرصاً، وأعزهم مطلباً؛ لأن الجد في طلب الشيء إنما يكون على قدر شدة الحرص، وعزة المطلب.
قوله:((عالم المدينة)) ((تو)): ذكر الشيخ أبو محمد في كتابه عن ابن عيينه أنه قال: هو مالك. وعن عبد الرزاق أنه قال: هو العمري الزاهد، وهو عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم. ((مظ)): أراد بالعمري عمر بن عبد العزيز والصحيح ما رواه الترمذي وذكر في المتن؛ لأن عمر بن عبد العزيز من أهل الشام. وقال صاحب الجامع: عبد العزيز بن عبد الله أحد فقهاء المدينة وأعلامهم، سمع ابن شهاب الزهري ومحمد بن المنكدر،