العلم، فلا يجدون أحداً أعلم من عالم المدينة)) رواه الترمذي في جامعه. قال ابن عيينة: إنه مالك بن أنس، ومثله عن عبد الرزاق، قال إسحاق بن موسى: وسمعت ابن عيينة أنه قال: هو العمري الزاهد واسمه عبد العزيز بن عبد الله [٢٤٦].
٢٤٧ - وعنه، فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:((إن الله عز وجل يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)). رواه أبو داود [٢٤٧].
ــ
وعبد الله بن دينار، وأبا حازم، وحميد الطويل، وهشام بن عروة.
الحديث التاسع والعشرون عن أبي هريرة: قوله: ((فيما أعلم)) أي في جملة ما أعلم، يجوز بضم الميم حكاية عن قول أبي هريرة رضي الله عنه، وفتحها ماضياً من الإعلام حكاية عن فعله رضي الله عنه.
وقوله:((من يجدد)) جامع الأصول: قد تكلم العلماء على تأويله، وكل واحد أشار إلى القائم الذي هو من مذهبه، وحمل الحديث عليه، والأولى الحمل على العموم؛ فإن لفظة ((من)) تقع على الواحد والجمع، ولا تخص أيضاً بالفقهاء؛ فإن انتفاع الأمة بهم وإن كان كثيراً [فإن انتفاعهم بأولي الأمر وأصحاب الحديث والقراء والوعاظ والزهاد أيضاً كثير]- إذ حفظ الدين وقوانين السياسة وبث العدل وظيفة أولي الأمر، وكذا القراءة وأصحاب الحديث ينفعون بضبط التنزيل والأحاديث التي هي أصول الشرع وأدلته، والزهاد ينفعون بالمواعظ، والحث على لزوم التقوى، والزهد في الدنيا- لكن المبعوث ينبغي أن يكون مشاراً إليه مشهوراً في كل فن من هذه الفنون.
ففي رأس المائة الأولى من أولي الأمر عمر بن عبد العزيز، ومن الفقهاء محمد بن على الباقر، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسالم بن عبد الله بن عمر، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وغيرهم من طبقاتهم. ومن القراء عبد الله بن كثير، ومن المحدثين ابن شهاب الزهري وغيره من التابعين وتابعي التابعين.
وفي رأس المائة الثانية من أولي الأمر المأمون، ومن الفقهاء الشافعي- وأحمد بن حنبل لم يكن مشهوراً حينئذ- واللؤلؤي من أصحاب أبي حنيفة، وأشهب من أصحاب مالك ومن الإمامية علي بن موسى الرضا ومن القراء يعقوب الحضرمي ومن المحدثين يحيى بن معين، ومن الزهاد معروف الكرخي.