٥٥٢٥ - وعن عائشة, قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: ((يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات)) , فأين يكون الناس يومئذ؟ قال: ((على الصراط)). رواه مسلم.
٥٥٢٦ - وعن أبي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الشمس والقمر مكوران يوم القيامة)). رواه البخاري.
ــ
الحديث الخامس عن عائشة رضي الله عنها:
قوله: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ} معناه: يوم تبدل هذه الأرض التي تعرفونها أرضا أخرى غير هذه, وكذلك السماوات. والتبديل: التغيير, وقد يكون في الذوات كقولك: بدلت الدراهم دنانير, وفي الاوصاف كقولك: بدلت الحلقة خاتما – إذا أذبتها وسويتها خاتما – واختلف في تبديل الأرض والسماوات, فقيل: تبدل أوصافها فتسير على الأرض جبالها, وتفجر بحارها, وتجعل مستوية لا ترى فيها عوجا ولا أمتا. وتبديل السماوات بانتثار كواكبها وكسوف شمسها, وخسوف قمرها.
وقيل: يخلق بدلها أرضا وسماوات أخر, وعن ابن مسعود وأنس رضي الله عنهما: ((ويحشر الناس على أرض بيضاء لم يخطئ عليها أحد خطيئة)).
والظاهر من قولها أنها فهمت من التبديل تغيير الذات, فلهذا سألت: ((فأين يكون الناس يومئذ؟)) وكذا من جوابه صلى الله عليه وسلم: ((على الصراط)) المعهود عند المسلمين أو جنس الصراط.
الحديث السادس عن أبي هريرة رضي الله عنه:
قوله: ((الشمس والقمر مكوران)) ((تو)): يحتمل أنه من التكوير الذي هو بمعنى اللف, والجمع, أي يلف صورهما لفا يذهب انبساطها في الآفاق.
ويحتمل أن يراد به رفعها؛ لأن الثواب إذا طوى رفع.
ويحتمل أن يكون من قوله: ((طعنه فكوره)) إذا ألقاه, أي لقيان فلكهما, وهذا التفسير أشبه بنسق الحديث لما في بعض طرقه: ((مكوران في النار)) فيكون تكويرهما فيها ليعذب بهما أهل النار لا سيما عباد الأنوار, ولا يعذبان في النار فإنهما بمعزل عن التكليف, بل سبيلهما في النار سبيل نفسها, وسبيل الملائكة الوكيلين بها.