للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصيحابي أصيحابي!! فيقول: إنهم لن يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم. فأقول كما قال العبد الصالح: {وكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ} إلى قوله: {العَزِيزُ الحَكِيمُ}: متفق عليه.

٥٥٣٦ - وعن عاشة, قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا)). قلت: يا رسول الله! الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: ((يا عائشة! الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض)). متفق عليه.

ــ

نوجدكم عن العدم ثانيا كما أوجدناكم أولا عن العدم فكيف يستشهد بها للمعنى المذكور؟

قلت: [دل] * سياق الآية؛ وعبارتها على إثبات الحشر, وإشارتها على المعنى المراد من الحديث وهو من باب الإدماج.

قوله: ((وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم)) ((تو)): [ويروى] ** أن التقديم بهذه الفضيلة إنما وقع لإبراهيم عليه السلام؛ لأنه أول من عري في ذات الله حين أرادوا إلقاءه في النار.

فإن قيل: أو ليس نبينا عليه الصلاة والسلام هو المحكوم له بالفضل على سائر الأنبياء وتأخره في ذلك يوهم أن الفضل للسابق؟

قلنا: إذا استأثر الله سبحانه عبدا بفضيلة على آخر, واستأثر المستأثر عليه على المستأثر بتلك الواحدة أمثالها أو أفضل, كانت السابقة له, ولا يقدح استئثار صاحبه عليه بفضيلة واحدة في فضله, ولا خفاء بأن الشفاعة حيث لا يؤذن لأحد في الكلام لم يبق سابقة لأولى السابقة, ولا فضيلة لذوي الفضائل إلا أنت عليها, وكم له من فضائل مختصة به لم يسبق إليها ولم يشارك فيها.

قوله: ((وإن إنسانا من أصحابي)) ((قض)): يريد بهم من ارتد من الأعراب الذين أسلموا في أيامه أصحاب مسيلمة والأسود وأضرابهم, فإن أصحابه وإن شاع عرفا فيمن يلازمه من المهاجرين والأنصار, شاع استعماله لغة في كل من تبعه أو أدرك حضرته ووفد عليه ولو مرة.

وقيل: أراد بالارتداد إساءة السيرة والرجوع عما كانوا عليه من الإخلاص وصدق النية والإعراض عن الدنيا. وأما تنكير ((الناس)) وتصغير ((الأصحاب)) [فللدلالة] ... على تقليلهم.

والمراد ((بالعبد الصالح)) عيسى عليه الصلاة والسلام, والآية حكاية. [قوله].

الحديث الخامس عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((الرجال والنساء)) مبتدأ, و ((جميعا)) حال

<<  <  ج: ص:  >  >>