للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٥٣٧ - وعن أنس, أن رجلا قال: يانبي الله! كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: ((أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟)) متفق عليه.

٥٥٣٨ - وعن أبي هريرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يلقي إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجهه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصني؟ فيقول له أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم: يارب! إنك وعدتني أن لا تخزني يوم يبعثون, فأي خزي من أبي الأبعد فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين. ثم يقال لإبراهيم: ماتحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخ متلطخ, فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار)) رواه البخاري.

ــ

سد مسد الخبر, أي مختلطون جميعا ويجوز أن يكون الخبر ((ينظر بعضهم إلى بعض)) وهو العامل في الحال قدم اهتماما, كما في قوله تعالى: {والأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ} وفيه معنى الاستفهام, ولذلك أجاب بقوله: ((الأمر أشد ...))

الحديث السادس عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((قادر)) هو مرفوع على أنه خبر الذي, واسم ليس ضمير الشأن, وسؤال الرجل مسبوق بمثل قوله ((يحشر بعض الناس يوم القيامة على وجوههم)).

الحديث السابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((وعلى وجهه آزر قترة)) إنما أتى بالمظهر في قوله ((على وجهه آزر)) صونا عن توهم متوهم في ابتداء الحال أن الضمير لإبراهيم عليه الصلاة والسلام.

قوله: ((من أبي الأبعد)) هو أفعل الذي قطع عن متعلقة للمبالغة.

((نه ((: يقال: بعد الكسر فهو باعد, أي هلك, والبعد الهلاك, ومنه حديث شهادة الأعضاء يوم القيامة, فيقول: ((بعدا لك وسحقا)) أي هلاكا. ويجوز أن يراد الأبعد من رحمة الله, وقوله: ((من أبي الأبعد)) لابد فيه من تقدير مضاف, أي من خزي أبي الأبعد, والفاء في قوله: ((فأي خزي)) مستعقب بمحذوف, أي أنك وعدتني أن لا تخزني وقد أخزيتني, وإذا كان كذلك فأي خزي, نحو قوله تعالى: {اضْرِب بِّعَصَاكَ الحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ} أي فضرب فانفجرت.

والذيخ: ذكر الضباع, والأنثى ذيخة. وأراد بالتلطيخ: التلطيخ برجيعه أو بالطين.

<<  <  ج: ص:  >  >>