٥٥٣٩ - وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم)). متفق عليه.
٥٥٤٠ - وعن المقداد، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمهم العرق إلجاماً)) وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه. رواه مسلم.
٥٥٤١ - وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((يقول الله تعالى: يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك، والخير كله في يديك. قال: أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فعنده يشيب الصغير {وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد})).
ــ
الحديث الثامن والتاسع عن المقداد رضي الله عنه:
قوله:((كمقدار ميل)) تقديره حتى يكون مقدار قرب الشمس منهم مثل مقدار ميل، نظيره قوله تعالى:{فكان قاب قوسين أو أدنى}. أي كان قرب رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبريل أو من مكان القرب مثل مقدار قوسين.
((حس)): قال سليم: ((لا أدري أي الميلين يعني، مسافة الأرض أو الميل الذي تكحل به العين.
قوله: ((إلى حقويه)) الحقو الخصر ومشد الإزار.
الحديث العاشر عن أبي سعيد رضي الله عنه:
قوله:((وما بعث النار؟)) أي ما مقدار مبعوث النار.
قوله:((وأينا ذلك الواحد؟)) لا يخلو هذا الاستفهام من أن يكون مجرى على حقيقته، أو يكون استعظاماً لذلك الحكم، واستشعار خوف منه، فالأول يستدعي أن يجاب بأن ذلك الواحد فلان أو متصف بالصفة الفلانية، والثاني يستدعي أن يجاب بما يزيل ذلك الخوف دفعاً لليائس. والثاني هو المراد بقوله:((أبشروا)) وكأنه قال: وأينا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ذلك الناجي المفلح من بين سائر بني آدم:
ولست بمستبق أخاً لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب