فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل، فيخرجون كاللؤلؤ، في رقابهم الخواتم، فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل ولا خير قدموه، فيقال لهم لكم ما رأيتم ومثله معه)). متفق عليه.
٥٥٨٠ - وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يقول الله تعالى: من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه، فيخرجون قد امتحشوا، وعادوا حمماً، فيلقون في نهر الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، ألم تروا أنها تخرج صفراء ملتوية)). متفق عليه.
٥٥٨١ - وعن أبي هريرة، أن الناس قالوا: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فذكر معنى حديث أبي سعيد غير كشف الساق وقال:((يضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم. وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، لا
ــ
و ((حميل السيل)): هو ما يحمله السيل من غثاء أو طين، فإذا اتفق فيه الحبة واستقرت على شط مجرى السيل نبتت في يوم وليلة، وهي أسرع نابتة نباتاً.
مح: وإنما شبه بها لسرعة نباته وحسنه وطراوته.
قوله:((في رقابهم الخواتيم)) قال صاحب التحرير: المراد بالخواتيم هنا أشياء من ذهب أو غيره تعلق في أعناقهم يعرفون بها.
قوله:((لكم ما رأيتم)) فيه حذف، أي: ينظرون في الجنة إلى أشياء ينتهي إليها بصرهم، فيقال لهم: لكم ما رأيتم ومثله معه.
الحديث الثاني عشر عن أبي سعيد رضي الله عنه: قوله: ((قد امتحشوا)) جملة حالية، ((مح)) هو بفتح التاء المثناة، والحاء المهملة، والشين المعجمة هكذا هو في الروايات وبه ضبطه الخطابي والهروي، ونقله القاضي عياض عن شيوخه، ومعناه احترقوا، قال القاضي عياض: ورواه بعض شيوخنا بضم التاء وكسر الحاء.
الحديث الثالث عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه. قوله:((كلاليب)) هي جمع كلوب، وهي حديدة معقوفة الرأس يعلق عليها اللحم ويرسل في التنور.
و ((السعدان)) بفتح السين نبت له شوكة عظيمة يقال له: حسيكة.