٥٦٠٣ - وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل وعَدَني أن يدخل الجنةَ من أمتي أربعمائة ألف بلا حساب)) فقال أبو بكر، زدنا يا رسول الله! قال: وهكذا، فحثا بكفيه وجمعهما، فقال أبو بكر: زدنا يا رسول الله! قال: وهكذا فقال عمر: دعنا يا أبا بكر! فقال أبو بكر: وما عليك أن يُدخلنا الله كلَّنا الجنة؟ فقال عمر: إنَّ الله عز وجل إن شاء أن يُدْخِلَ خلقه الجنَّةَ بكف واحد فعل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صدق عمر)) رواه في ((شرح السنة)). [٥٦٠٣]
٥٦٠٤ - وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يصف أهل النار، فيمرُّ بهم الرجلُ من أهل الجنة، فيقول الرجل منهم: يا فلان! أما تعرفني؟ أنا الذي سقيتك شربةً. وقال بعضهم: أنا الذى وهبت لك وضوءًا، فيشفع له فيدخله الجنة)). رواه ابن ماجه. [٥٦٠٤]
ــ
الحديث الحادي عشر عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((زدنا يا رسول الله)) أي زدنا في الإخبار عما وعدك ربك من إدخال الجنة بشفاعتك، يدل على هذا التأويل حديث أبي أمامة فقال:((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفًا وثلاث حثيات من حثيات ربي)).
تو: إنما ضرب بالمثل الحثيات لأن من شأن المعطي إذا استزيد أن يحثي بكفيه من غير حساب، وربما ناوله ملء كف، وإنما لم يجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر بمثل كلام عمر رضي الله عنه لأنه وجد في البشارات في ذلك مدخلا، فإن الله ينجى خلقه من عذابه بشفاعة الشافعين الفوج بعد الفوج، والقبيل بعد القبيل، ثم يخلص من قصر عنه شفاعة الشافعين بفضل رحمته، وهم الذين سلم لهم الإيمان، ولم يعملوا خيرًا قط، على ما مرَّ في الحديث.
الحديث الثاني عشر عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((أنا الذي سقيتك)) مظ: فيه تحريض على الإحسان إلى المسلمين لاسيما مع الصلحاء، والمجالسة معهم ومحبتهم، فإن محبتهم زين في الدنيا ونور في الآخرة.
والوضوء: بفتح الواو، الماء الذي يتوضأ منه.
الحديث الثالث عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله:((أن تنظلقا فتلقيا)) خبر إن فإن قلت: كيف يجوز حمل الانطلاق إلى النار وإلقاء النفس فيها على الرحمة؟