للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٧٦٠ - ورواه أحمد، عن أبي أمامة من قوله: ((سأخبركم)) إلى آخره. [٥٧٦٠]

٥٧٦١ - وعن أبي سعيد، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر. وما من نبي يومئذ: آدم فمن سواهُ إلا تحت

ــ

الحديث السابع عن أبي سعيد رضي الله عنه: قوله: ((ولا فخر)) حال مؤكدة، أي: أقول هذا ولا فخر.

تو: الفخر إدعاء العظمة والمباهاة بالأشياء الخارجة عن الإنسان كالمال والجاه.

مح: فيه وجهان: أحدهما: قاله امتثالاً لأمر الله تعالى {وأما بنعمة ربك فحدث}.

وثانيهما: أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته ليعرفوه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضاه في توقيره صلى الله عليه وسلم كما أمرهم الله تعالى به.

قال الراغب: فإن قلت: كيف استحسن مدح الإنسان نفسه وقد علم في الشاهد استقباحه؟ حتى قيل للحكيم: ما الذي لا يحسن وإن كان حقاً؟ قال: مدح الإنسان نفسه؟.

قلنا: قد يحسن ذلك عند تنبيه المخاطب على ما خفي عليه من حاله، كقول المعلم للمتعلم: اسمع مني فإنك لا تجد مثلي، وعلى ذلك قول يوسف عليه الصلاة والسلام: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} وسئل بعض المحققين عن شيء لم يقبح إطلاقه في الله تعالى مع ورود الشرع فأنشد:

ويقبح من سواك الفعل عندي وتفعله فيحسن منك ذاكا

قال الشيخ أبو حامد في الإحياء: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((المدح هو الذبح)) وذلك لأن المذبوح هو الذي يفتر عن العمل، فكذلك الممدوح، لأن المدح يوجب الفتور ويورث الكبر والعجب، وهو لذلك مهلك كالذبح، فإن سلم المدح عن هذه الآفات لم يكن به بأس بل ربما كان مندوباً إليه، ولذلك أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصحابة، وكانوا أجل رتبة من أن يورثهم ذلك كبراً وعجباً، بل يزيدهم جداً ببعثهم على أن يزيدوا فيما يستوجبون الحمد من مكارم الأخلاق.

نه: قاله صلى الله عليه وسلم إخباراً عما أكرمه الله تعالى به من الفضل والسؤدد، وتحدثاً بنعمة الله تعالى عنده، وإعلاماً لأمته ليكون إيمانهم به على حسبه وموجبه، ولهذا أتبعه بقوله: ((ولا فخر)) أي

<<  <  ج: ص:  >  >>