للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر)). رواه الترمذي. [٥٧٦١]

٥٧٦٢ - وعن ابن عباس، قال: جلس ناس من أصحاب رسول الله، فخرج، حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون، قال بعضهم: إن الله اتخذ إبراهيم خليلاً، وقال

ــ

أن هذه الفضيلة التي نلتها كرامة من الله تعالى لم أنلها من قبل نفسي، ولا بلغتها بقوتي، فليس لي أن أفتخر بها.

واللواء: الراية، ولا يمسكها إلا صاحب الجيش، يريد به انفراده بالحمد يوم القيامة على رءوس الخلائق، والعرب تضع اللواء موضع الشهرة.

أقول: فعلى هذا لواء الحمد عبارة عن الشهرة وانفراده بالحمد على رءوس الخلائق.

ويحتمل أن يكون لحمده لواء يوم القيامة حقيقة يسمى: لواء الحمد، وعليه كلام الشيخ التوربشتي حيث قال: لا مقام من مقامات عباد الله الصالحين أرفع وأعلى من مقام الحمد، ودونه تنتهي سائر المقامات، ولما كان نبينا سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم أحمد الخلائق في الدنيا والآخرة أعطى لواء الحمد، ليأوي إلى لوائه الولون والاخرون، وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم: ((آدم فمن دونه تحت لوائي)) ولهذا المعنى افتتح كتابه بالحمد، واشتق اسمه من الحمد فقيل: محمد وأحمد، وأقيم يوم القيامة المقام المحمود، ويفتح عليه في ذلك المقام من المحامد ما لم يفتح على أحد قبله ولا يفتح على أحد بعده، وأمد أمته ببركته من الفضل الذي أتاه فنعت أمته في الكتب المنزلة قبله بهذا النعت فقال: أمته الحامدون يحمدون الله في السراء والضراء، ولله الحمد أولاً وآخراً.

قوله: ((وما من نبي يومئذ آدم)) ((نبي)) نكرة وقعت في سياق النفي وأدخل عليه ((من)) الاستغراقية فيفيد استغراق الجنس.

وقوله: ((آدم فمن سواه)) بدل أو بيان من محله، و ((من)) فيه موصولة و ((سواه)) صلته، وصح لأنه ظرف، وأوثر الفاء التفصيلية في ((فمن سواه)) على الواو للترتيب على منوال قولهم: المثل فالأمثل.

الحديث التاسع عن ابن عباس رضي الله عنهما:

قوله ((سمعهم)) حال من الضمير في ((دنا)) وقد مقدرة.

و ((يتذاكرون)) حال من الضمير المنصوب في ((سمعهم)).

<<  <  ج: ص:  >  >>