للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القيامة ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر)) رواه الترمذي والدارمي. [٥٧٦٢]

٥٧٦٣ - وعن عمرو بن قيس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نحن الآخرون،

ــ

غب: قيل الخلة تنسب إلى العبد ولا تنسب إلى الله تعالى، فيقال: إبراهيم خليل الله، ولا يقال: الله خليل إبراهيم، وهو وإن كان من الأسماء المتضايقة التي يقتضى وجود أحدهما وجود الآخر وارتفاعه ارتفاع الآخر، إلا أنه ليس المراد بقولهم: ((إبراهيم خليل الله)) مجرد الصداقة بل المراد الفقر إليه، وخص إبراهيم عليه الصلاة والسلام بهذا الاسم وإن شاركته الموجودات كلها في افتقارها إليه لمعنى فيه، وهو أنه لما استغنى عن المعينات من أعراض الدنيا واعتمد على الله حقا وصار بحيث لما قال له جبريل عليه السلام: ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا، وصبر إذ ألقى في النار، وعرض ابنه للذبح، صار لاستغنائه عما سواه فقيراً إليه، فخص بهذا الاسم.

أما المحبة فأجيز نسبتها إلى الله تعالى، فقيل: محمد حبيب الله، وقد قال الله تعالى: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} وقال الله تعالى: {فاتبعوني يحببكم الله} قال بعض الصوفية: من أحب الله فهو المراد ومنزلته منزلة من سأله فقال: {رب اشرح لي صدي} ومن أحبه الله فهو المراد ومنزلته منزلة من قال له: {ألم نشرح لك صدرك} قوله: ((ومعي فقراء المؤمنين)) هذا دليل على فضلهم وكرامتهم على الله تعالى، لأنهم استحقوا محبة الله تعالى لمتابعتهم حبيبه واتصافهم بصفته، وليس الفقر عند الصوفية الفاقة والحاجة، بل الفقر عندهم الحاجة إلى الله تعالى لا إلى غيره، والاستغناء به لا عنه بغيره،

قال الثوري: نعت الفقير السكون عند العدم والبذل عند الوجود.

وقيل لسهل بن عبد الله: أليس النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من الفقر؟

فقال: إنما استعاذ من فقر النفس، الذي مدح صلى الله عليه وسلم الغنى في ضده فقال: ((الغنى غنى النفس)) فكذلك الفقر المذموم فقر النفس، وهو الذي استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم.

الحديث العاشر عن عمرو رضي الله عنه: قوله: ((نحن الآخرون)) يعني في المجئ إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>