في الصلاة سواء، لهم بالليل دوى كدوى النحل)). هذا لفظ ((المصابيح)). وروى الدارمي مع تغيير يسير. [٥٧٧١]
٥٧٧٢ - وعن عبد الله بن سلام، قال: مكتوب في التوراة: صفة محمد وعيسى بن مريم يدفن معه. قال أبو مودود: وقد بقى في البيت موضع قبره. رواه الترمذي. [٥٧٧٢]
ــ
قوله:((على كل شرف)) أي يكبرون الله على كل موضع عال، تعجباً لعظمة الله تعالى وقدرته، لما يشرفون منها على عجائب خلق الله.
قوله:((ورعاة للشمس)) جمع راع، أي أنهم يحفظون أوقات الصلاة بطلوع الشمس وغروبها ودلوكها، يراقبون ذلك وينظرون سيرها ليعرفوا مواقيت الصلاة كيلا تفوت عنهم الصلاة في وقتها.
وقوله:((يتأزرون على أنصافهم)) أي يشدون الإزار على أنصافهم من السرة إلى الركبة، أو يشدون معقد السراويل، والمراد مبالغتهم في ستر عوراتهم، ويجوز أن يكون على معنى إلى، أي: أزرهم إلى أنصاف سوقهم.
أقول: وفيه إدماج لمعنى التجلد والتشمر للقيام إلى الصلاة، لأن من شد إزاره إلى ساقه شمر لمزاولة ما اهتم بشأنه، يقال: كشف عن ساق الجد، وقامت الحرب على ساقها.
أو يكون كناية عن التواضع والإخبات، كما أن جر الإزار كناية عن الكبر والخيلاء.
((ويتوضئون على أطرافهم)) أي يصبون الماء في التوضؤ على أطرافهم، ويسبغون أماكن الوضوء.
((مناديهم ينادى في جو السماء)) أي يؤذن مؤذنهم في مواضع عالية كالمنارة وغيرها.
وقوله:((صفهم للقتال شبه صفوفهم في الجماعات)) شبه صفوفهم في الجماعات - بسبب مجاهدتهم النفس الأمارة والشيطان - بصف القتال والمجاهدة مع أعداء الدين، وأخرجه مخرج التشابه في التشبيه إيذاناً بأن كل واحد منهما يصح أن يكون مشبها ومشبهاً به، بل أخر ذكر صف الصلاة، ليكون مشبهاً به لكونه أبلغ.