بالقصير، ضخم الرأس واللحية، شثن الكفين والقدمين، مشرباً حمرة، ضخم الكراديس، طويل المسربة، إذا مشى تكفأ تكفؤاً، كأنما ينحط من صبب، لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم. رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح. [٥٧٩٠]
٥٧٩١ - وعنه، كان إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم يكن بالطويل الممغط، ولا بالقصير المتردد، وكان ربعة من القوم، ولم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط، كان
ــ
قوله: ((مشرباً حمرة)) نه: الإشراب خلط لون بلون، كأن أحد اللونين سقى اللون الآخر، يقال: بياض مشرب حمرة، بالتخفيف فإذا شدد كان للتكثير والمبالغة.
و ((الكراديس)) رءوس العظام، واحدها كردوس، وقيل: هي ملتقى كل عظمتين ضخمين كالركبتين والمرفقين.
و ((المسربة)) بضم الراء، ما دق من شعر الصدر سائلاً إلى الجوف.
قوله: ((تكفأ تكفؤاً)) ((نه)): أي تمايل إلى قدام، هكذا روى غير مهموز والأصل الهمزة، وبعضهم يرويه مهموزاً، لأن مصدر تفعل من الصحيح تفعل كتقدم تقدماً وتكفأ تكفؤاً والهمزة حرف صحيح، وأما إذا اعتل انكسرت عين المستقبل منه نحو: تخفي تخفياً، وتسمى تسمياً، فإذا خففت الهمزة التحقت بالمعتل وصار تكفياً بالكسر.
حس: ((الصبب)) الحدور وهو ما انحدر من الأرض، يريد أنه كان يمشي مشياً قوياً، يرفع رجليه من الأرض رفعاً تاماً، لا كمن يمشي اختيالاً ويقارب خطاه تنعماً.
الحديث الثاني عن علي رضي الله عنه:
قوله: ((الممغط)) ((نه)): هو بتشديد الميم الثانية، المتناهي الطول، وأمغط النهار إذا امتد، وأمغطت الحبل وغيره إذا مددته، وأصله منمعط والنون للمطاوعة فقبلت ميماً وأدغمت في الميم.
ويقال بالعين المهملة بمعناه.
و ((المتردد)) أي المتناهي في القصر كأنه يرد بعض خلقه على بعض وتداخلت أجزاؤه.
و ((المطهم)) هو المنتفخ الوجه، وقيل الفاحش السمن، وقيل: النحيف الجسم، وهو من الأضداد.
و ((المكلثم)) هو من الوجوه القصير الحنك الداني الجبهة المستدير مع خفة اللحم، أراد أنه كان أسيل الوجه ولم يكن مستديراً.